العمل الجماعي مبارك..!

العمل الجماعي مفتاح لنجاح كثير من المشاريع وحجر أساس في بناء الإنسان والمجتمعات، بل إن من سمات العصر الحديث العمل ضمن فريق عمل متناغم ومنظم ومدروس، وهو مطلب حضاري للتغلب على مشكلات العمل الفردي، وهو لا يقتصر على ميادين العمل بل إنه يطول الجانب الأكاديمي والمستوى الأسري والاجتماعي ويمتد إلى جميع مجالات الحياة، ومن هذا المنطلق يعتبر العمل الجماعي سر تقدم معظم دول العالم، ولا يخفى على أحد أن العمل الجماعي المنظم ركيزة أساسية لكل نجاح.

ومن المؤكد أن الله، عز وجل، عزز مفهوم العمل الجماعي بأن جعله فطريا في مخلوقاته وذلك للعظة والعبرة كمثل النحل والنمل، وكذلك ابتدأ الحياة على الأرض بخلق سيدنا آدم وأمنا حواء ليبين لنا أن الإنسان اجتماعي بطبعه وأن عمارة الكون وخلافة الأرض لا تقوم على الفردية، وإنما على تضافر الجهود المتنوعة وتكامل المهارات والكفاءات بين أعضاء الفريق، وإن كثيرا من العبادات قائمة على العمل الجماعي، وزد على ذلك أن الله يبارك في العمل الجماعي ويحث عليه، ولا يفوتنا أن الاختراعات برزت بالعمل الجماعي، صحيح أن الفكرة فردية لكن التطبيق والإنتاج جماعي.

ولنجاح فريق العمل لا بد من قائد كفؤ رائد في قيادته وإنسان في تعامله، وقد أجمعت الدراسات والبحوث جميعها على صفة أساسية للقائد المتميز وهي الصادق الأمين، وهي الصفة التي اشتهر بها نبي الأمة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، فالمصداقية والأمانة صفات أساسية في إدارة وتوجيه الفريق والوصول به إلى بر الأمان والريادة.

وإلى جانب ذلك أنا أعتقد أن الفريق الناجح يحتاج إلى بنية تحتية قوية قائمة على رؤية ورسالة وأهداف واضحة لجميع أقطاب الفريق، وكذلك يحتاج الفريق إلى أعضاء محترفين مبدعين تربطهم قواسم مشتركة وعلاقة حميمة راقية، علاوة على ذلك يحتاج الفريق إلى بيئة جذابة محفزة تكرس مبدأ الجماعة والشورى والاحترام وتوزيع الأدوار، علاوة على ذلك تغرس فيهم مبدأ الإحساس بالمسؤولية المشتركة في تحقيق الأهداف وزيادة وجودة الإنتاج فكل ما سبق ذكره جزء بسيط من مقومات فريق العمل الناجح المتميز.

ولن تنهض الأمة العربية والإسلامية إلا بإيماننا الصادق بأهمية العمل الجماعي، والعمل يدا بيد في توعية المجتمعات بأنه لن تسود الحضارة الإسلامية ولن تعود الإنسانية لإنسانيتها إلا بالعمل الجماعي ضمن فريق فعال متميز.

Select

Select

Select