أمن وقضاء

placeholder

ستيفاني جرجس

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 04 نيسان 2017 - 12:55 ليبانون ديبايت
placeholder

ستيفاني جرجس

ليبانون ديبايت

شادي الحاج.. وداعاً يا عريس قوى الامن

شادي الحاج.. وداعاً يا عريس قوى الامن

‎"ليبانون ديبايت" - ستيفاني جرجس:

أمس، لبس الرقيب الاول في مكتب مكافحة السرقات الدولية، في وحدة الشرطة القضائية، شادي ريشار الحاج ‎ثوب الشهادة في ال ٣٠ربيعاً.

البطل الشجاع الذي حمل حياته على كف يديه وخاطر بها مرارا سيُزفّ عريساً الى السّماء بدلا من الارض، لينضمّ الى قافلة شهداء قوى الأمن الداخلي. شادي، ‎رحل، متاثراً بجروح أصيب بها اثناء المداهمات في منطقة الرويسات فروت دمائه الطاهرة ارضاً مليئة بعصابات القتل والاجرام.

‎للوقوف على تفاصيل العملية، أكد مصدر رفيع المستوى، لموقع "ليبانون ديبايت"، وجود نية مسبقة من قبل المطلوبين الكبار في بلدة الرويسات وغيرها من البلدات لتصفية كل دورية امنية تحاول توقيفهم واقتيادهم الى العدالة"، معتبراً ان "هذا الموضوع لا يقل خطورة عن اوكار المطلوبين في البقاع والحمودية ويحتاج إلى استنفار كل جهود واجهزة الدولة".

‎وفي التفاصيل، يروي المصدر كيف تمت عملية الدهم لاحد كبار ‎عصابات سرقة السيارات المعروفة الهوية كاملة ومكان تواجد بعض افرادها في بلدة الرويسات والتي استشهد على اثرها احد عناصر المكتب، كاشفاً أنه "بعد دخول عناصر قوى الامن إلى البلدة لاجراء عملية خاطفة والقاء القبض على عدد من المطلوبين من بينهم افراد آل دندش، يستخدمون سيارات ذات الدفع الرباعي منها جيب غراند شيروكي، وفور توجيه انذار من عناصر الدورية للمطلوبين للتوقف امطرت سياراتهم بوابل من الرصاص من رشاشات حربية واسلحة متوسطة من كافة الشوراع والازقة وذلك بعد احتدام المعارك التي امتدت لوقت طويل. ويعود هذا الامر نظرا للموقع الاستراتيجي للمنطقة ومبانيها المتلاصقة والمتداخلة مما يسهل عملية تحرك العصابات وتنقلهم بعكس الاجهزة الامنيّة".

‎وأضاف: "تعرضت القوة لاطلاق نار كثيف، وتم صدم اليتين عسكريتين لقوى الامن واخرى مدنية للتمويه، واصيب على اثرها شادي وكانت رصاصات الغدر قاضية، فيما اصيب رقيب اول اخر بطلق ناري في قدمه. في المقابل جُرح أحد المطلوبين وقُتل آخر من آل دندش وهو ذات الباع الطويل في عالم السرقة والاجرام وبحقه اكثر من ٢٢ مذكرة عدلية بجرائم عدة".

‎ولفت المصدر إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض لها عناصر لاطلاق نار، فالرويسات، بلدة تعج بالمطلوبين للعدالة، في حين يختبئ في البلدة معظم مروجي المخدرات وعصابات السرقة والنشل وحتى القتل، مشيراً إلى أن المطلوبين دائماً على اهبة الاستعداد باسلحتهم لمواجهة القوى الامنية وخصوصاً أن البلدة مزروعة باجهزة المراقبة التي ترصد كافة التحركات في المنطقة.

وفي السياق عينه، كشفت مصادر خاصة لـ "ليبانون ديبايت"، ان العصابة التي كانت هدفا للمكتب كان افرادها على علم ودراية بان كمينا قد ينتظرهم لكن دون معرفة الوقت والزمان المتفق عليه ما دفعهم الى تحصين انفسهم.

وتشير المصادر الى ان عنصر المباغتة لعب دورا سلبيا وانعكس على عناصر الدورية فما ان فوجئ المطلوبين بالدورية حتى سارعوا باطلاق النار.

هذا، وتحدثت معلومات عن وجود عصابة اخرى في المكان المفترض مداهمته، وقد صودف وجودها هناك وبالتالي باتوا العناصر محاصرين وبصدد مواجهة عدد من الاطراف.

غدًا، شادي على موعد مع بزة الزفاف وزفة الموت لاحياء مراسم الوداع والانتقال إلى جوار ربّه. وما اصعب الوداع حين يحرق لهيبه وجنتي اب وام مفجوعان على خسارة من يرون النور والحياة في ابتسامته المشرقة، اما خطيبته فلن يعوض خسارتها لنبض قلبها اي شيء.

عريس "قوى الامن" ابن الـ ٣٠ ربيعاً، بالابيض والورود سيزف، وعلى اكف رفاق السلك والاهل سيتراقص نعشه في رحلته الاخيرة برفقتهم ليغمض من وهب سنوات من ربيعه لخدمة الجهاز عينيه والى الأبد في مثواه الأخير، بلدته الحبيبة بقعتوتة الكسروانية.

استرح في عليائك ايها العريس قرير العين فدماؤك الطاهرة روت سنين من جفاف ارض تحكمها شريعة الغاب.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة