حققت القمة العربية ٢٨ في الأردن انجازين فقط: الأول ايجابي، وهو أن القادة العرب كلفوا أنفسهم عناء السفر والالتقاء في قاعة واحدة لبعض يوم. والانجاز الثاني سلبي، ومفاده أن لقاء القادة على مستوى القمة لم يؤدّ الى انفجارها! وما تبقى هو تمارين تسلية في ملء مكان النقط الشاغرة في النص بالكلمات المناسبة، كل بحسب ذوقه وذكائه ومزاجه! وما جرى في القمة بقي داخلها... وما بقي خارجها هو الأزمات والحروب العبثية، وعصف الارهاب التكفيري، والانقسام العربي عموديا وأفقيا، والعربدة الصهيونية في فلسطين أرضا وشعبا...
ماذا يعني أن يجتمع قادة الأمة في مؤتمر واحد ويدعون الى حلول سياسية للأزمات في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها، والى حلّ الدولتين في فلسطين، ثم يضبّون حقائبهم، ويستقلون طائراتهم ويعودون الى بلدانهم، وكأن شيئا لم يكن؟! غالبية ساحقة من هؤلاء القادة يملكون بمفردهم حق اتخاذ القرار، وليست لهم في بلدانهم مرجعية يعودون اليها للتصديق على قراراتهم... فماذا تعني دعوتهم الى الحلول السياسية لتلك الأزمات؟ وممن يطلبون هذه الحلول؟ فاذا كان الحلّ نابعا من قرارهم وسيادتهم، فلماذا لم يشكلوا اللجان ويضعوا أسسا لحوار يقود الى حلول؟ واذا كانوا يطلبون هذه الحلول من الخارج فلماذا حضروا إذن الى قمة البحر الميت؟!
التشديد اللفظي على أن قضية فلسطين لا تزال هي قضية العرب الأولى، هو تشديد لا قيمة له. وذلك لسببين: الأول، هو أن قضية الشعب الفلسطيني لم تعد هي القضية الأولى حتى بالنسبة للقادة الفلسطينيين أنفسهم! بدليل انقسامهم حول تقديم المصلحة السياسية أو المصلحة العقائدية لتنظيماتهم، بين السلطة وفتح في الضفة، وسلطة حماس في غزة. والسبب الثاني، هو انه أصبح لكل بلد عربي قضيته الأولى الخاصة به، ولها الطابع المصيري بالنسبة اليه، وهي تتقدّم عمليا على قضية فلسطين! أما قضية العرب الأولى التي حلّت محلّ القضية الفلسطينية، فهي الارهاب التكفيري الذي يهدّد العرب جميعا بابادة شعوبهم وسقوط أنظمتهم، وحلّ العداء لايران محلّ العداء لاسرائيل!
اخترنا لكم

اقليمي ودولي
الاثنين، ٢١ نيسان ٢٠٢٥

اقليمي ودولي
الاثنين، ٢١ نيسان ٢٠٢٥

اقليمي ودولي
الاثنين، ٢١ نيسان ٢٠٢٥

المحلية
الاثنين، ٢١ نيسان ٢٠٢٥