يدرب الجيش الفرنسي الطيور الجارحة عسكرياً في قاعدة مونت دي مارسان جنوب فرنسا، لصد هجمات محتملة من الدرون (طيارات دون طيار)، التي قد تدخل المجال الجوي للتجسس أو لتنفيذ أعمال إرهابية.
يتلقى الصقر داترغنان تدريبا منذ منتصف 2016 لاستهداف أي تهديد جوي محتمل. شأنه في ذلك شأن ثلاثة طيور أخرى وهي آثوس، وبورثوس، وآرميس، التي تلقت تدريبها في مونت دي مارسان. أسماء هذه الطيور الجارحة مستوحاة من قصة (الفرسان الثلاثة).
جنوب بوردو بحوالي 130 كم (80 ميل)، تقع مونت دي مارسان، إحدى القواعد الجوية الفرنسية الخمسة التي تستخدم الطيور الجارحة لاصطياد الدرون (طائرات بدون طيار). وكانت الاستعانة بالطيور الجارحة تقتصر في البداية على إخافة الطيور الأخرى لتبتعد عن المنطقة، الأمر الذي يقلل خطورة وقوع الحوادث اثناء الإقلاع أو الهبوط. لكن بعد سلسلة الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا، تحولت هذه الطيور إلى أداة لاصطياد الدرون.
استغرق الأمر 20 ثانية فقط ليلتقط هذا النسر طائرة الدرون بين مخالبه ويسقطها أرضاً. وكانت الشرطة الهولندية أول من عمل بهذه الفكرة لاصطياد الطائرات بدون طيار.
تتميز الطيور الجارحة بسرعتها الخارقة التي تبلغ 80 كلم (50 ميل) في الساعة. وعمد المدربون على إطعام الصقور فوق هيكل طائرة الدرون منذ أن كانت فراخا، وبذلك ارتبط لديها الطعام بالطائرة، وباتت عند سماعها أزيز الطائرة تستعد للانطلاق. ويكافئ المدربون الصقور بقطع كبيرة من اللحم عند التقاطها فريستها الالكترونية.
الطيور الجارحة قاتلة بالفطرة بمناقيرها المعقوفة ومخالبها الحادة، ويصل طول جناحيها لـ2,2 متراً (7 أقدام) بالإضافة إلى سرعتها الكبيرة. كما أن النسر الذهبي يتمتع بنظر خارق يمكّنه من اكتشاف الهدف على بعد 2 كلم.
لدى النسر الذهبي أقداما قوية، يغطيها الريش حتى الأصابع، حيث توجد مخالب حادة وقوية بإمكانها إحكام السيطرة على مجموعة متنوعة من الفرائس مثل الأرانب، والسناجب... غير أن الفرائس في مونت دي مارسان مختلفة، فهي عبارة عن أجهزة إلكترونية (الدرون).
حفاظاً على سلامة هذه الطيور وتجنباً لتعرضها للأذى، صُمم لها ما يشبه الخوذ المصنوعة من الجلد ومواد خاصة مضادة للمواد المتفجرة لحماية الرأس والمخالب. ويقول المسؤول عن الصقور: " أحب هذه الطيور، ولا أريد إرسالها إلى حتفها". نادين بيرغاوسن / ريم ضوا.
اخترنا لكم



