المحلية

دافيد عيسى

دافيد عيسى

صحيفة المرصد
السبت 04 شباط 2017 - 10:11 صحيفة المرصد
دافيد عيسى

دافيد عيسى

صحيفة المرصد

ليس دفاعاً عن نهاد المشنوق..

ليس دفاعاً عن نهاد المشنوق..

لا ينتمي وزير الداخلية نهاد المشنوق الى فئة الوزراء العاديين العابرين، انما ينتمي الى فئة قليلة من الوزراء الإستثنائيين الذين يتركون اثراً وبصمات ويطبعون وزارتهم بطابعهم واسلوبهم ويحققون انجازات ويحدثون تغييراً.

تولى نهاد المشنوق اكبر الوزارات واكثرها تشعّباً ومهاماً واصعبها مراساً ونجح في إدارتها بحكمة ومسؤولية وحرفية. ومع انه رجل سياسي، اثبت وجوده ونجاحه في وزارة امنية بإمتياز. اعطى اولوية لمكافحة الإرهاب وكان له فضل ودور اساسي في اقامة تنسيق فعّال ودائم بين مختلف الأجهزة والمؤسسات الأمنية والعسكرية وتحديداً بين قوى الأمن الداخلي والجيش.

ادرك خطورة التطرّف الذي تحاول جهات إلباسه لبوساً دينياً وتولى شخصياً عملية احتواء التطرّف وقطع دابره معرضاً نفسه لإنتقادات وتهجمات واحياناً لمخاطر. ومن منا لا يتذكر كيف اخذ المشنوق القرار الصعب والجريء بإنهاء الوضع الشّاذ في سجن رومية الذي تحول ملجأ وقاعدة انطلاق للتطرّف والعنف والإرهاب. فاصبح المشنوق وعن استحقاق وجدارة رمزاً لتيار الإعتدال في مواجهة تيار التطرّف.

لم يتردد نهاد المشنوق ولم يتأخر في فعل كل ما هو ممكن لتطوير اداء وقدرات وزارة الداخلية وجعلها متناسبة مع المهام والمسؤوليات الكثيرة الملقاة على عاتقها، خصوصاً وانها الوزارة الأكثر تماساً مع المجتمع المدني ومع الحياة اليومية للمواطنين.

عندما كان الأمر يتطلّب حزماً، كان المشنوق حازماً في كل مرة كان يتعلق الأمر بأمن المواطن وسلامته. وعندما كانت الأمور تتطلب مرونة وقدرة استيعاب كان نهاد المشنوق مرناً للغاية وبارعاً في احتواء الصعوبات وادارة المشاكل والأزمات.

ليس بالأمر القليل واليسير ان يجد المشنوق طريقاً ووسيلة للتفاهم مع “حزب الله” ولترسيخ الإستقرار الداخلي متخطياً كل الخلافات السياسية والصراعات الإقليمية. فالوزير الواقعي يدرك ان “حزب الله” قوة اساسية موجودة على ارض الواقع، لا يمكن تجاهلها واهمالها ولا يمكن إرساء وضع مستقر من دونها. وهذه السياسة الواقعية والمسؤولة كلّفته حملات وهجمات انطوت في كثير من الأحيان على افتراء وتحامل ولكنها لم تقلّل من عزيمته وتصميمه.
ولأنه يتحلى بالواقعية والمرونة، فإن نهاد المشنوق كان له اسهام مباشر وفعال في انتاج التسويات السياسية ويد طولى في التسوية الرئاسية التي اعادت سعد الحريري الى السراي الحكومي.

نهاد المشنوق اول من تحمّس بين قيادات المستقبل للإنفتاح على العماد عون ومحاورته ونجح في اكتساب ثقة الرئيس عون وتقديره وكذلك نجح في تكريس ثقة الحريري به ودحض كل حملات التشكيك به وبعلاقته مع الحريري وهي حملات مشبوهة في خلفياتها واهدافها.
نهاد المشنوق لا يتقن فقط سياسة الواقع، وانما يتقن ايضاً سياسة الوفاء فقد كان الأقرب الى الرئيس الشهيد رفيق الحريري واعطاه من قلبه وعقله وتحمّل بسبب ذلك الإضطهاد السياسي والنفي الى الخارج لسنوات.

وبعد تسلّم الرئيس سعد الحريري الأمانة، اكمل المشنوق مع الإبن ما كان بدأه مع الوالد وكان السند الدائم لسعد الحريري، وعرف دائماً كيف يحترم الأصول والقواعد والخطوط الحمر ويظل وفياً لمن اوصله الى سدة المسؤولية ومحضّه الثقة والتفويض. وعندما كان البعض يراهن على نهاية الحريري ويمعن في “الحفر” له، كان نهاد المشنوق يراهن على عودة الحريري الى لبنان والى الحكم ويعمل على تهيئة كل الظروف ومقومات النجاح لوصوله.
هكذا يكون الوفاء والذكاء… ومن له اذنان صاغيتان فليسمع.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة