منوعات

placeholder

أمين أبو يحيى

ليبانون ديبايت
الجمعة 03 شباط 2017 - 12:49 ليبانون ديبايت
placeholder

أمين أبو يحيى

ليبانون ديبايت

جعجع يتحدى الصمم.. وسيرقص على مسرح المدينة

"ليبانون ديبايت" - أمين أبو يحيى:

يصاب الشخص بوجع الرأس المؤقت فيكتب على وسائل التواصل شاكياً لينتظر ردود الأفعال من اصدقائه والنصائح. وسائل التواصل حولت البعض إلى ضحايا ينتظرون كلمة عطف أو مواساة.

في المقابل يعيش البعض الآخر مع حواس غير مكتملة أو مع إحتياجات جسدية معينة فيقومون بتطويعها ليخلقوا منها هبة وموهبة وإبداع لا يضاهيه إبداع. ولا يقومون بإستغلال هذه الإحتياجات الخاصة لإستدرار العطف وكلمات التعاطف لأنهم أقوياء بهذه الميزة.

من بين هؤلاء.. شاب لبناني موهوب، عشق الرقص على كل انواع الموسيقى على الرغم من أنه ولد كطفل أصم، سمع الموسيقى بقلبه وإحساسه وليس بأذنيه، لم يأبه بعدم قدرته على النطق لأن جسده كان ينطق كل اللغات وكل الأحساسيس. إكتمل عشقه بأن رقص مع فرق فولوكلورية كبيرة من بينها كركلا والرحابنة.

وكرس عشقه للرقص بأن أصبح مدربا في عدة مدارس لأشخاص من مختلف الأعمار ممن يريدون الإنطلاق نحو نجومية الرقص فكان بيار الشخص المناسب لتحقيق المهمة.
بيار جعجع ابن ال 36 عاماً أصبح من أهم الراقصين اللبنانيين متفوقاً ربما على منافسيه ممن لديهم القدرة على سماع الموسيقى بكل وضوح.

في مقابلة خاصة مع موقع " ليبانون ديبايت " يقول بيار جعجع : " عشقي للرقص بدأ وأنا في سن صغيرة جداً ، كنت في الثانية عشر من عمري ولم أكن قادراً على سماع الموسيقى بسبب أنني ولدت كشخص أصم وأبكم ، لكنني كنت اشعر بها بل كنت اتخيلها ، أعرف أن هناك شيء إسمه موسيقى ولحن ولكنني لم اكن قادرا على سماعه بوضوح لأنني كنت استخدم جهازاً بدائيا في تلك المرحلة يوضع في الأذن لتوضيح الأصوات، فدخلت إلى مدرسة خاصة لهذه الحالات لأتعلم كيف اعبر بالكلام بعد أن بدأت بسماع الأصوات" .

بيار لم يأبه بنظرات الشفقة من الآخرين ولا برفض الأهل أن يدخل مجال الرقص في مجتمع يقدس الذكورية ويعتبر أن ليس من شيم الرجال .. الرقص. ويتابع في هذا اللقاء الخاص: " دخلت إلى مدرسة الصم لأتعلم كيف اطور حاسة السمع والكلام، سماع الموسيقى يدخلني في عالم آخر اشعر فيه بالإنتصار على ما يعتبره البعض عجزاً أو نقصاً في التركيبة الجسدية، هذا الموضوع لا يعنيني حالياً ، أنا شخص طبيعي مثل اي شخص آخر وحلمي تحقيق الإنتصار الكبير بالوقوف منفرداً أمام الجمهور لأقدم أمسية (اللغة الأم) التي لا أتقنها بشكل كامل ولكنني أستطيع توصيفها في عمل راقص".

بيار سيطل على جمهوره في مسرح المدينة ، يوم الخميس والجمعة المقبلين في 9 و 10 شباط الحالي ليقدم عرضه المنفرد (اللغة الأم) التي تمزج بين الرقص المعاصر ولغة الإشارة التي هي بشكل ما اللغة الأم بالنسبة له.

هذا العرض سيمزج بين الحركات الراقصة والخطاب الإيمائي ومجموعة من اللوحات الإستعراضية وعروض الفيديو ( تصميم جاد طنوس) والموسيقى التجريبية ( شريف صحناوي وطوني علية ) وعندها سينطلق السحر على المسرح.

بيار سبق أن قدم عروض راقصة مع فرقة كركلا وفي استعراضات اسامة الرحباني مع النجمة هبة طوجي. ويعرض ( اللغة الأم ) مجدداً عند 8 من مساء الخميس 9 والجمعة 10 شباط على خشبة مسرح المدينة. (الحمرا ــ بيروت). وتباع البطاقات في مكتبات انطوان.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة