مع قدوم دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، بدأت تصريحات واشنطن ضد إيران تأخذ منحا تصعيديا واضحا، قد ينتج عنه وقائع على الأرض تحدّ من التوسع الإيراني في المنطقة، حسبما فسر مراقبون.
ولكن السؤال الملح هو في ما تمتلكه الإدارة الأميركية الجديدة من أوراق ضغط على إيران، كي تستطيع من خلالها كبح دورها في المنطقة على المدى القريب.
وخلصت "عربي21" في حديث مع عدد من المختصين بالشأن السياسي الدولي، إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تمتلك ثلاث أوراق بارزة يمكن أن تراهن عليها إدارة ترامب خلال المرحلة المقبلة لمواجهة إيران.
ملف إيران النووي
يرى الخبير في الشأن الأميركي صبري سميرة أن إدارة ترامب يمكن أن تطرح الملف النووي الإيراني للمراجعة، وبعدها سيتبين هل أن الإدارة الأميركية الجديدة تريد التشديد حتى النهاية؟ أم أنها تريد تحسين شروط العلاقة مع إيران للحصول على مكتسبات أخرى؟
وأردف: "لأن تصعيد إدارة ترامب ضد إيران غير معروف حتى الآن فيما إذا كان هو إستراتيجية دائمة مستمرة ومتلاصقة، أم أنها تأتي استمرارا لما طُرح في حملة دونالد ترامب الانتخابية، وبدأت الآن هذه التصريحات تترجمه".
وأوضح سميرة أن "مساعدي ترامب لهم مواقف مختلفة، فمنهم من يريد أن يشدد ويحارب إيران وآخرين يريدون أن يرفعوا السقف معها ولكن بالحفاظ على توازنات معينة لا تصل إلى حد الضغط الشديد والحرب".
واتفق مع ذلك الباحث في العلاقات الدولية عمر عبد الستار قلائلا إن "الملف النووي الإيراني يعد من أبرز أوراق الضغط التي ستسعى الولايات المتحدة الأميركية بإدارتها الجديدة إلى فتحها من جديد".
اقرأ أيضا: هل يستخدم ترامب "تجربة إيران البالستية" للبدء بالمواجهة؟
الموارد والتحالفات
ولعل "الموارد والتحالفات" هما أيضا من أكبر أوراق الضغط التي تمتلكها أميركا للضغط على إيران، حسبما يرى عبد الستار، لافتا إلى أنه "لا يمكن لأميركا أن تترك العراق نهبا لغيرها ولها أهداف تريد أن تحققها من وراء غزو العراق".
وأضاف أن "نفرة الشعوب من إيران وكرهها لنظام ولاية الفقيه، مع وجود تحالف إسلامي عسكري من 41 دولة وآخر دولي ستيني بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، تصبح الفرصة مواتية للقول لإيران كفاك".
ولفت إلى أن الشرق الأوسط اليوم يشبه تجمع الحلفاء على أبواب هتلر في 1945 لإنهاء دولته المؤدلجة، معربا عن اعتقاده بأن "الروس والاميركيين وحلفاؤهم سيجتمعون بتحالف لإنهاء إمبراطورية الحرس الثوري المؤدلجة".
اقرأ أيضا: واشنطن توجه تحذيرا لطهران بسبب تجربة الصاروخ الباليستي
أذرع إيران بالمنطقة
ولم يستبعد صبري سميرة أن تعلن أميركا حربا بلا هوادة على المليشيات والأحزاب المدعومة من إيران في المنطقة، مثل حزب الله والأحزاب الشيعية في العراق والمليشيات التي تقاتل في سوريا واليمن، كواحدة من أوراق الضغط.
وأضاف أن بإمكان واشنطن الضغط على هذه المجموعات المحلية المنتشرة التابعة لإيران في العالم العربي والشرق الأوسط وتجييش باقي حلفائها في المنطقة لمحاربة هذه المجموعات في الدول التي تتواجد فيها.
من جهته، لم يستبعد عمر عبد الستار أن تدرج أميركا المليشيات والأحزاب المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني ضمن قوائم الإرهاب، لاسيما أن أميركا نصحت رعاياها بعدم الذهاب إلى العراق قبل يومين لأسباب تنظيم الدولة و"المليشيات الطائفية".
ونوه إلى أن ذكر واشنطن للمليشيات ووصفها بالطائفية هو الأول من نوعه، مع تصريح ترامب عن التوسع الإيراني في العراق، ينذر باحتمال إدراج كل ماله ارتباط بالحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب، على اعتبار الأخير موجودا مسبقا.
وأوضح أن "التحذير الرسمي الأميركي لإيران بخصوص تجربة الصاروخ الباليستي وضَع إيران تحت الاختبار، ويعني ذلك التساؤل عن ماذا ستفعل إيران هل ستهاجم أم تدافع أم ترضخ؟ وأن تعامل إدارة ترامب مع إيران يعتمد على ردة فعلها".
وربما، بحسب عبد الستار، لا يوضع من يرتبط بالحرس الثوري على لائحة الإرهاب حتى ترتكب إيران "حماقة"، لكي تبدأ عاصفة أشبه بعاصفة الصحراء التي جاءت لتحرير الكويت من غزو صدام حسين في عام 1991.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال ترامب في تغريدة له عبر "تويتر" إن "إيران تتوسع بسرعة أكثر فأكثر في العراق حتى بعد أن أهدرت الولايات المتحدة هناك 3 تريليونات دولار. وهذا كان جليا منذ وقت طويل".
اخترنا لكم



