مختارات

السبت 28 كانون الثاني 2017 - 09:18 الديار

القلق الاسرائيلي من انجازات المقاومة يتصاعد

القلق الاسرائيلي من انجازات المقاومة يتصاعد

قلق اسرائيلي كبير من انجازات محور المقاومة في سوريا واليمن والعراق،وفي امكنة اخرى، حيث اثبت هذا المحور قدرته على الصمود والمواجهة، بل وفي كل الاحيان، اخذ المبادرة باتجاه الفعل الحاسم كما حصل في معركة حلب، وما قد يحصل في وادي بردى، اذا لم تنصاع المجموعات المسلحة التكفيرية لشروط هذه الانتصارات في الجبهة السورية ، جعلت الكيان الاسرائيلي بقلق دائم مع حلفائه في المنطقة، لكن بعض الحلفاء وجد ان سياساته لم توصله الى اهدافه التكتيكية او الاستراتيجية،فبدأ بسياسة الاستدارة الواعية شئياً فشيئاً، كما بدأ بفتح الحوارات، مع اطراف طالما اعتبرها معادية كي لا يظهر نفسه خاسراً، لعل مواقف ترامب التي تزامنت مع هزائم المحور المعادي للمقاومة، من الاسباب الجوهرية التي درسها هذا المحور، على حد تعبير سفير دولة كبرى في لبنان.

اما تل ابيب فأن لها حساباتها الاخرى يضيف السفير، وهي تعلم ان وصول الحشد العراقي الى الحدود مع سوريا، ووجود فصائل المقاومة العراقية داخل سوريا بالقرب من الحدود مع فلسطين المحتلة الى جانب الجيش العربي السوري وحزب الله، يعني ان التهديد الكمي والنوعي، على امنها يعتبر تهديداً حقيقياً، اذا كانت اسرائيل تلعب على الكم العددي لحزب الله، فهي وجدت ان معه ظهيراً هاماً يغطي الثغرات العددية ان وجدت.

واسرائىل تعلم ان المقاومة في جاهزية تامة في اي لحظة يتطلب منها المواجهة. هذا عدا عن ان المقاومة باتت على الحدود الجنوبية والشمالية لفلسطين المحتلة، وتملك قدرات تحدث عنها شخصيا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وهي ما تزال الى اليوم محل نقاش ودراسة لدى القيادة العسكرية الصهيونية التي تعلم بحساباتها ان المواجهة مع حزب الله استراتيجية بكل ما تعني الكلمة من معنى.

القلق الاسرائيلي الذي عبّر عنه وزير دفاع الكيان ليبرمان، لم يأت من فراغ فهو جاء بعد انتصار حلب، وبعد ان وصلت الى القيادة العسكرية الاسرائيلية وفق هآرتس ويدعوت احرنوت، تقارير هامة، عن قدرة الجيش السوري وحزب الله، في اقتحام المدن وادارة حرب شوارع استراتيجية وتكتيكية بوجود، عشرات الاف المدنيين، مهما طالت المعركة، تماما كما يتعامل الجيش العراقي والحشد الشعبي وفصائل المقاومة العراقية في تحرير الموصل. من هنا تصبح الجبهة استراتيجية.

بالطبع تهديدات اسرائيل وفق المقاومة في لبنان، يجب ان تجعلها اكثر حذراً من اي تهور باتجاه لبنان او محور المقاومة على نطاق واسع، كون الرد بطبيعته استراتيجياً وهذا ما تعلمه اسرائيل، لذلك ان تهديدات ليبرمان، ستبقى في دائرة اظهار نفسه انه في موقع القوي فيما المقاومة وقيادتها تملكان مبادرة قيادة الحرب النفسية، في الوقت الذي يعتبر القلق والتهديد الاسرائيليين، قلقاً للمجتمع الصهيوني، الذي جرّب الحروب مع المقاومة الاسلامية في لبنان.

اما الحقيقة الثانية التي يقف عندها المعنيون في هذا الموضوع،هي النتائج السياسية، التي هي سبب الخوف والقلق الاسرائيلي، وذلك من خلال رؤية الحكومة الاسرائيلية لنتائج،انتصارات او انجازات محور المقاومة، في كل من سوريا والعراق واليمن، وما انعكست على ساحات عربية اخرى، مثل لبنان، وايضا ما جعلت تركيا اردوغان تعمد الى الاستدارة التي كانت آخر تجلياتها في كازخستان، وجلبها الفصائل المسلحة الى طاولة الحوار مع الدولة السورية وقياداتها، عبر السفير بشار الجعفري، واقرارها بارهابية «النصرة» و«داعش»، ومن ثم زيارة الملك الاردني الى موسكو، لمعرفة موقع الاردن من التسوية ان حصلت، وكذلك وزير الخارجية الكويتي الذي ذهب مكلفاً من مجلس التعاون برسالة حوار الى الجمهورية الاسلامية الايرانية، كل هذه النتائج التي حققتها حلب، اقلقت تل ابيب ومن المرجح ان تسبب لها قلقا اكبر فيما لو فتحت جبهات اخرى، لا تقل استراتيجية عن حلب، وكما قال السيد نصرالله ما قبل حلب ليس كما بعدها....

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة