مختارات

صالح الشايجي

صالح الشايجي

الانباء الكويتية
السبت 07 كانون الثاني 2017 - 07:09 الانباء الكويتية
صالح الشايجي

صالح الشايجي

الانباء الكويتية

مطعم أم ملهى!!

مطعم أم ملهى!!

كم تهتكت آدميتنا وتقطعت، كم هي تلاشت وتبخرت.

لم نعد نبحث في الجريمة ولا عن المجرم، ولكن جل بحثنا يتوجه إلى مكان الجريمة وما إذا كان مسرح الجريمة طاهرا أم مدنسا، مطعما أم ملهى!!
ندين المقتول كي نبرئ القاتل، وربما نكرمه.

لا أبالغ إذ أقول ما قلت تعليقا على جريمة «اسطنبول» التي حدثت في احتفال رأس السنة الجديدة وبلغ ضحاياها أكثر من سبعين بين قتيل وجريح.

نسينا الفاجعة ونسينا أرواحا أزهقت وأشلاء تطايرت وبيوتا بكت وأطفالا تيتمت وأمهات ثكلت وزوجات ترملت، وأن فاجعة قد حدثت، ورحنا ننبش في حل المكان وحرمته.
أخطر ما كنا نخشى منه هو تبرير الجريمة وتسويغها وتبرئة فاعلها ثم شكره وتكريمه.

وهذا فعلا ما حدث في أعقاب جريمة «اسطنبول»، حيث راح البعض يتشفى بالقتلى والمصابين لأنهم قضوا في ملهى ليلي وضع «للمتعة والمعصية»!!

ومن ناحية أخرى راح البعض يجتهد في الدفاع عن الضحايا ويبرئ ساحتهم معللا وجودهم في مطعم لا ملهى!! وكأن وجودهم في ملهى يبرر قتلهم!!

إن إدانة الضحية ومكافأة الجاني هو أسوأ ما في الأمر، وهو ما ستبنى عليه مستقبلا جرائم أخرى منطلقها تبرير قتل الساهرين في الملاهي لأنهم عصاة ماجنون يستحقون الموت وقتلهم حلال!!

هذا الحال هو الحضيض وهو المنقلب الأسوأ، كيف يجرؤ إنسان في الحياة على تقييم مسلك إنسان آخر وكيف نسمح للأمور أن تصل إلى هذه الدرجة.

من حق الإنسان أن يروح عن نفسه في ملهى ليلي أو في أي مكان يجد فيه ما يخفف عنه أعباء الحياة ويبدد فيه معاناته وهمومه! ألم توضع تلك الأماكن لمثل هذا الغرض، فإن كان وجودها ليس مستنكرا، فكيف يدان إذن مرتادها؟

أنا لست فيما أقول في صدد الحلال والحرام وما اذا كان وجود أماكن السهر والترفيه وما تحويه حلالا أم حراما، لست في هذا الوارد، وليس من حق أحد أن ينظر إليه من منظور ديني، ولكنني أنظر من زاوية حياتية دنيوية إنسانية.

ويجب تجريم كل من ينظر لمثل هذه الأمور نظرة قائمة على التحليل والتحريم. فذلك باب للشر وللنار فأغلقوه!!

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة