كان منتظراً ما حدث في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين من قبل الاجهزة الامنية، وكانت كالعادة بالمرصاد وبسرعة البرق تجهض أعمالاً ارهابية في عدة مناطق في لبنان كانت لو حدثت قد تزامنت مع الهجوم على ملهى ليلي في اسطنبول ولكن ضريبة الدم لاحقت اللبنانيين الى هناك ولو بالحد الادنى قياساً على ما تم كشفه من قبل العناصر الارهابية التابعة لشادي المولوي انطلاقاً من الاوامر التي اعطاها لأفراد ينتمون الى «جبهة النصرة» من داخل المخيم حسب ما كشفت التحقيقات الاخيرة، وتتزامن هذه المداهمات للجيش والامن العام وشعبة المعلومات مع توتير كان قد سبق الاشتباكات التي جرت بين عناصر أصولية في المخيم ومنظمة فتح والتي رجحت مصادر متابعة لما يجري هناك بأن الامور سوف تتفاقم بشكل خطير خصوصاً انها طاولت مسؤولين كبار في فتح.
وتقول هذه المصادر ان الدولة اللبنانية واجهزتها وعملها الدؤوب الاستباقي عمل على تجنيب لبنان كوارث ضخمة كانت حاصلة بالفعل، ولهذا، فان الاجهزة الامنية، وان كانت لم تفصح للناس عن هذه الاهداف الارهابية تجنباً لحصول خضات وعدم تخويف المواطنين مما سهل تمرير الاعياد بخير، وهذا يعني ان الامر لم يكن سوى تأكيد المؤكد بأن الاجهزة ساهرة جميعها على خدمة الناس من جهة وعدم ترويعهم من جهة ثانية وهذا افضل الممكن في ظل عجز أكبر الدول تسليحاً وتجهيزاً في ردع العمليات الارهابية وهذا يدعم طابع التعاون المطلق بين الدولة والشعب معطوفاً على الرؤية الامنية المستقبلية للاجهزة اللبنانية التي برهنت عن كفاءة عالية في التعاطي مع الملف الارهابي.
وفي هذا الاطار، تذكر هذه المصادر الى ان الاشارات الاولى للخطر القادم بدأت بالتحذير اللبناني الذي أبلغه رسمياً العميد الركن خضر حمود رئيس فرع مخابرات الجنوب في الجيش اللبناني الى وفد اللجنة الامنية الفلسطينية واللواء صبحي ابو عرب قائد الامن الفلسطيني حيث ابلغ الجانب اللبناني الى الفلسطيني المعلومات والاعترافات عن نوايا ارهابيين ومطلوبين للانتقال الى المخيم او الخروج منه بهدف تخريبي وتطال مسؤولين فلسطينيين وبالتالي بدأ الجيش اللبناني اتخاذ اجراءات امنية مشددة على مداخل المخيم لاحباط محاولات الارهابيين تفجير المخيم وخارجه على حد سواء، ومن هنا جاءت خطوة الجانب اللبناني في عزمه على انشاء سور من الباطون في مناطق حساسة للغاية يضاف الى هذا العمل تنفيذ مديرية المخابرات عملية نوعية استباقية داخل المخيم بواسطة القوة الضاربة وافراد النخبة في مديرية المخابرات وهي عملية نوعية اذ جرت في عقر دار الارهابيين والقت القبض على مسؤول «داعش» في المخيم عماد ياسين حياً مما سهل العمل على القبض لاحقاً على افراد تابعين لشادي المولوي الذي كان يُعد الى استهداف الاسواق التجارية والمرافق الحيوية السياحية في بعض المناطق، ويضاف الى هذه الانجازات تشجيع المطلوبين للعدالة على تسليم انفسهم الى القوى الامنية اللبنانية وهذا الامر بالذات أحدث انشقاقات بين بعض التنظيمات الاصولية والتكفيرية التي لا تريد ان يسلم بعض المطلوبين انفسهم سوى وفق شروط الامر الذي رفضته السلطات اللبنانية.
ماذا تتوقع هذه المصادر بعد انتهاء الاعياد؟
لا شك تقول ان الاعمال الامنية للاجهزة الامنية اللبنانية يشكل عملاً متواصلاً ليل نهار وان القبض على خلايا او عناصر لا يعني انتفاء الخطر بشكل نهائي مع تواجد اكثر من مليوني لاجىء سوري وفلسطيني كان لا بد للمئات منهم ان ينتهجوا هذا المنحى التخريبي يضاف اليهم ما قاله مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم ان الاوامر لهؤلاء الارهابيين تأتي من مدينة الرقة بالتحديد في شمالي سوريا الى الخلايا النائمة مما يعني ان مجمل الاعمال الارهابية تأتي من مركزية «داعش» في سوريا وهذا بحد ذاته يشكل تحدياً كبيراً للاجهزة الامنية اللبنانية وبما تعنيه استهداف الساحة اللبنانية بشكل منظم.
وتكشف هذه المصادر ان الاجهزة اللبنانية ما زالت على الدرجة القصوى من التأهب تماماً كما كانت قبل الاعياد وخلالها تحسباً لاستهدافات سوف تبقى في الحسبان وهذا امر مؤكد وفق نوايا الارهابيين وحتى على السلطات الأمنية في لبنان تقر بهذا الواقع وتعمل على مواجهته بكافة الوسائل وفي طليعتها مداهمة الارهابيين في عقر دارهم كما حدث في جرود عرسال منذ فترة.
اما بخصوص مخيم عين الحلوة تشير هذه المصادر الى ان فتيل الاشتعال ما زال قائماً أن لناحية التقاتل الداخلي بين المنظمات الفلسطينية وبعض التنظيمات الاصولية وما يلحق بجوار المخيم من اضرار يمكن ان تؤثر سلباً على السلام الوطني برمته ولكن وعي الاجهزة اللبنانية سوف يجهض كافة هذه الهجمات والمحاولات للنيل من الامن في الداخل والذي بدأ يتحسن بشكل ملحوظ مع وجود رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة برئاسة سعد الدين الحريري وكافة الافرقاء المقتنعين بالاخطار المحدقة بلبنان.
اخترنا لكم

بحث وتحري
الثلاثاء، ٢٩ نيسان ٢٠٢٥

المحلية
الثلاثاء، ٢٩ نيسان ٢٠٢٥

اقليمي ودولي
الثلاثاء، ٢٩ نيسان ٢٠٢٥

المحلية
الثلاثاء، ٢٩ نيسان ٢٠٢٥