كان لافتا الفشل الذريع لدعوات الاعتصامات التضامنية مع حلب في طرابلس وعكار والتي اقتصرت المشاركة فيها على بضعة شبان ينتمون الى حركات اصولية واحجام الهيئات الشعبية والمدنية عن تلبية هذه الدعوات التي وجهتها منظمات اسلامية اصولية انبرت لاستثمار قضية حلب وتوظيفها في مشاريع هذه المنظمات السياسية او لاسثتارة الغرائز المذهبية والطائفية.
لماذا فشلت هذه الاعتصامات؟ يقول مرجع اسلامي شمالي ان اسباب فشل هذه الاعتصامات التي وضعت تحت شعار «التضامن مع اهل حلب « متعددة وابرزها:
اولا ـ ان الاعتصامات التضامنية ليست مع اهل حلب، بل باتت مكشوفة الاهداف لدى شرائح شعبية واسعة بان هذا التضامن هو مع المنظمات الارهابية التكفيرية في حلب لا سيما مع «جبهة النصرة» و«احرار الشام»، ولم يعد خافيا على احد ان دعوات المنظمات الاسلامية المحلية التي انبرت لتنظيم هذه الاعتصامات انما جاءت تلبية لنداء «النصرة» و«احرار الشام» وليس للتضامن مع اهل حلب.
ثانيا ـ ان معظم الشماليين بمن فيهم اهل طرابلس وعكار قد اكتشفوا فبركات الاعلام وتورط وسائل اعلام معروفة الاتجاه والارتباط بان كل ما قيل عن مجازر بحق الاطفال والنساء وما قيل عن مذابح هو مجرد اكاذيب واضاليل مفضوحة حتى ان الصور التي عرضتها وسائل اعلامية اكتشف زيفها وانها ليست من حلب.
ثالثا ـ ان ابناء طرابلس تلقنوا دروسا من اعتصامات سابقة كانوا وقودا لها ودفعوا من حياتهم اثمانا في السجون وبقي مشغلوهم ومحرضوهم بمنأى عن اي ملاحقة او حتى مساءلة، نظرا للحصانة التي تتوفر لهم.
ويتابع المرجع الاسلامي الشمالي لافتا الى انه ليس صحيحا ان اسباب الفشل تعود للطقس السيىء بل ان السبب هو سقوط الاقنعة وكشف الافتراءات وان من دعا الى التضامن هي تلك المنظمات الاصلية سواء «الاخوانية» الظلامية او التكفيرية او ممن ارتبطوا بمشروع خارجي يشغل جهات محلية ذات صلة بتلك المنظمات الارهابية.
واضاف المرجع: من هو هذا الذي يتضامن بصفاقة مع «النصرة» و«احرار الشام» و«داعش»؟ من هم هؤلاء الذين يتباكون على «النصرة» و«داعش» و«احرار الشام» و«نور الدين الزنكي» وغيرها من العصابات الارهابية؟؟ ألم يشاهدوا اهل حلب الذين اقاموا الاحتفالات في شوارع حلب ابتهاجا بتطهيرها من العصابات الارهابية؟ ألم يسمعوا نساء ورجال وشباب حلب وهم يتحدثون عن مجازر العصابات الارهابية وما فعلته بهم؟ ألم يسمعوا مشايخ حلب حين تحدثوا عن جرائم النصرة واحرار الشام وداعش والزنكي وكيف شوهوا الدين الاسلامي وانهم انشأوا دينا جديدا لهم لا يعرف الرحمة ولا الغفران سوى قطع الرؤوس والايدي وسبي النساء وتفخيخ الاطفال؟؟
يتساءل المرجع الاسلامي الشمالي عن دور اجهزة الدولة اللبنانية وهل هذه الاعتصامات التضامنية مع «جبهة النصرة» و«احرار الشام» و«داعش» و«الزنكي» تأتي ضمن حرية الرأي والتعبير؟ أم ان هذه الحرية هي غطاء كي تمارس منظمات اصولية تكفيرية دورها في التعبئة والتحريض وفي تضليل الرأي العام والتباكي على «النصرة» والعصابات الارهابية الاخرى، حيث ان حلب لم تشهد حادثة واحدة الا على ايدي هذه العصابات الارهابية التكفيرية بينما كان الجيش السوري والقوات الرديفة الحليفة تعمل على انقاذ الاهالي وتحمي المدنيين ولهذه الاسباب وحرصا على الاهالي تأخر، تطهير حلب كي لا ينال الاهالي الاذى بينما كانت العصابات الارهابية تتخذ من الاهالي دروعا بشرية.
والسؤال الذي تطرحه اوساط ومراجع سياسية وشعبية في طرابلس: هل بلغ الوعي واليقظة ابناء طرابلس والشمال؟
الجواب على السؤال جاء من مرجع اسلامي، حيث قال ان الرد الحقيقي والفعلي على اولئك الاصوليين التكفيريين والذين باتوا قلة في طرابلس والشمال، كان في تلك الحشود العفوية التي بلغت الالوف ترتاد يوميا معرض رشيد كرامي الدولي الذي يشهد للمرة الاولى في تاريخ طرابلس مهرجانات (طرابلس مدينة الاعياد) التي اطلقتها السيدة فيوليت خيرالله الصفدي ببادرة غير مسبوقة وقد تحولت هذه المهرجانات الى استفتاء شعبي عفوي يحدد المزاج الطرابلسي خاصة والشمالي عامة، حيث جاء الاستفتاء لصالح طرابلس مدينة الاعياد والفرح وليست مدينة ارهاب او حاضنة له بينما كانت اعتصامات الاصوليين تصاب بالاحباط ورفض التجاوب معها لان حلب تنتصر ولا تباد ابدا، انما هو شعار مضلل بات مكشوفا لذوي العقول التي تفكر وتسمع وترى بعين الحقيقة وليس بعين الفبركات والاضاليل.
اخترنا لكم



