اقليمي ودولي

BBC
الأحد 04 كانون الأول 2016 - 21:08 BBC
BBC

حصار حلب: "نصرخ خائفين"

حصار حلب: "نصرخ خائفين"

برد قارس بدأ الزحف على مدينة حلب التي تشهد صراعا شرسا بين قوات النظام وفصائل المعارضة السورية، ما ينبيء بأسوأ فترة يمر بها سكان المدينة منذ بداية الحرب التي تقترب من عامها السادس.

وأثناء مرورنا بعدد من نقاط التفتيش في منطقة غرب حلب الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، رأينا أطلال المنازل التي تقف شاهدا على العنف الذي يلتهم سوريا لسنوات.
وأصبح مصير ثاني أكبر مدينة في البلاد كبش فداء للمسار الذي تتخذه المواجهات في سوريا، ما يراه البعض نذير شؤم، بينما يلتمس فيه البعض الآخر فرصا لمكاسب جديدة.

وقال جندي شاب، كان يقف بجوار حافلة تحمل ملصقات تعرض صورا للرئيس السوري بشار الأسد وعلى وجهة ابتسامة عريضة: "سوف نشرب الخمر احتفالا بالعام الجديد واحتفالا بالنصر." وتحرز القوات السورية، مدفوعة بالمليشيات المدعومة من إيران وغطاء جوي كثيف من روسيا، تقدما سريعا في حلب في المناطق التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة شرق المدينة. ويرى البعض أنها مسألة وقت حتى تحكم قوات الأسد قبضتها على المدينة بأكملها.

في غضون ذلك، تتراجع جميع فصائل المعارضة، من بينها الجماعات المسلحة الموالية لتنظيم القاعدة والفصائل المدعومة من الغرب، إلى المناطق ذات الكثافات السكانية المرتفعة جنوب شرق حلب، على أمل إعادة تنظيم صفوفها والعودة إلى القتال. وتتلخص قصة سوريا في الوقت الراهن في تحول موازين القوى في أرض المعركة والحصارات المؤلمة التي تستمر لفترات ممتدة. لكن نهاية، أو على الأقل نقطة فاصلة، لهذا الوضع تلوح في الأفق في حلب، لكنها لن تكون نهاية للحرب في سوريا.

وتدوي أصوات القذائف فوق أطلال معاقل المعارضة في جميع أنحاء المدينة مع طائرات مقاتلة تصدر دويها في السماء وأخبار تتردد كل يوم عن رد بالقذائف التي توجهها فصائل المعارضة إلى غرب حلب. لكن القلب النابض للمنطقة الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية السورية من مدينة حلب يظهر بغرابة شديدة حالة من الهدوء تصل إلى حد السريالية. وتحكي حلب أيضا قصة مدينتين تحاصرهما الحرب وتخوض كل منهما معاناة تختلف عن الأخرى.

فالمرور في غرب حلب يتمتع بحالة من السيولة، والأطفال يلهون ويضحكون في الطرقات أثناء التوجه إلى المدارس. وفي المطاعم الشعبية، تسمع أصوات الموسيقى الصاخبة بينما تمتلأ الأركان بنساء وفتيات في أبهى الثياب، متألقات أثناء الاحتفال بعيد القديسة باربرا، وفقا للتقويم الأرثذوكسي الشرقي.

وقالت نورا، 27 سنة، وهي تتنفس بصعوبة بعد ممارسة الرقص احتفالا بالمناسبة: "أعتقد أن الاحتفال هذا العام أهم من العام الماضي وكل الأعوام التي سبقت الحرب." وأضافت: "في الحقيقة، نحن لا نضحك، بل نجدل شعرنا استعدادا لهذه المناسبة." وتابعت: "نحن نصرخ خائفين، لكن هذا الحفل فرصة لنتذكر أننا لا زلنا آدميين."

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة