استطلاعات الهبل والمجانين

مؤمن جدا بمقولة من لم يتعلم من تجارب الآخرين فإن الزمن سيجعله يتعلم من تجاربه وليس بالضرورة أن تكون التجارب الفاشلة هي الوحيدة التي نتعلم منها ولكن المقولة تشمل حتى تجارب النجاح فقد تكون تجاربهم الناجحة محفزا جيدا للجميع.

فبعد أن خسرت هيلاري كلينتون سباق الرئاسة الأميركية وفاز ترامب يجب علينا أن نتعلم من تجربتهما الانتخابية درسا مهما جدا، فقبل النتيجة النهائية أزعجتنا وسائل الإعلام باستطلاعات الرأي التي كانت تؤكد أن الرئاسة محسومة لهيلاري حسب استطلاعات الرأي التي يذكرونها ولكن النتيجة النهائية أثبتت عكس ذلك ونجح ترامب والدرس الذي يجب أن نتعلمه من تلك التجربة هو أن هناك «كذبة كبيرة» يسمونها استطلاعات الرأي، فهي تعتمد على أمر واحد وهو الدفع المالي لإيهام الناخبين.

وبما أن الوضع الانتخابي في الكويت ليس بعيدا عن أي مكان في العالم تجري فيه انتخابات فقد ابتلينا ببعض الجهات التي تزعم أنها إعلامية والتي تحاول أن توهم المرشحين بأن لديهم القدرة على التأثير برجل الشارع عن طريق الاستطلاعات وكسب الأصوات.

فجميعنا شاهدنا ذلك الاستطلاع المضحك الذي وضع اسم إحدى النائبات السابقات بالفوز ولكن المصيبة أن تلك الدكتورة لم تتقدم للترشح، وقد أقسم أحدهم بأنه كان ينوي الترشح في الانتخابات السابقة وقد وردته رسالة على بريده الإلكتروني من أحد الإعلاميين يعرض عليه الخدمات التي سيقدمها له وتشمل تسعيرات تلك الخدمات ومن ضمنها أن العشرين تغريدة ستكلفه 12 ألف دينار، وفي حال أراد أن يوضع اسمه من ضمن الـ 10 الأوائل في استطلاعات الرأي «فكله بحسابه».

إذا كان من اخترعوا الاستطلاعات في العالم قد فشلوا وطلع كلامهم «تيش بريش» فهل تريدون أن نصدق استطلاعات بعضنا الذين لم يصلوا لمرحلة «التيش» ولكنها أرزاق فتحت لهم وقد قالوها قديما «رزق الهبل على المجانين».

أدام الله العقلاء الذين يميزون بين من يستغلهم ولا دام المجانين الذين يعتمدون برزقهم على المهابيل.

Select

Select

Select