الاستعراض العسكري في القصير ومخاطره الأمنية والسياسية

ليبانون ديبايت - منير بركات رئيس الحركة اليسارية اللبنانية

في توقيت يربك الحكم الجديد بعد انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية ،ليدخل عوامل متعددة الاوجه والاهداف بعد الاستعراض العسكري الكبير من قوات حزب الله في القصير وبرعاية مباشرة من الامين العام ممثلا بارفع مسؤوليه، ولاول مرة تظهر اسلحة ثقيلة من المدفعية والدبابات والآليات مما يثير الدهشة عن مصادرها كون معظمها اسلحة غربية مما يطرح تساؤلات بمسألتين :

المسألةالاولى : من اين حصل حزب الله على الآليات لاسيما مجنزرات M113 الغربية الصنع والتي تعتبر سلاحا اساسيا للجيش اللبناني كناقلات جند تستخدمها قوات المشاة المؤللة وهي غير متوفرة عند الجيش العربي السوري او الايراني او الروسي وهذا ما يثير التساؤل والالتباس في كيفية الحصول عليها. مماسيؤدي الى ما يلي :

أ- فقدان الثقة من الجهات الممولة للجيش اللبناني وتحديدا المملكة العربية السعودية ومصادر التسليح الاميركية والفرنسية وغيرها وسوف يهدد نسف برنامج تزويد الجيش الوطني بالاسلحة وقطع الغيار المطلوبة .

ب - استفادة ايران من ذلك وفرض صفقات اسلحة على الجيش اللبناني بديلا عن مقاطعة الدول الغربية والتمويل السعودي.

ج- الاستعراض الذي جرى ليس احتفالا بيوم الشهيد او بالانتصار النهائي الذي لم ينجز بعد، لا بل كمن ينصب فخا لغريمه والاستفادة منه بعد ايقاعه فيه ولاهداف سياسية تطبيعية يستكمل فيه السيطرة على المؤوسسة العسكرية ،وبالتالي على البلد بمجمله.

الثانية : الاستعراض العسكري موجه ضد نهج الرئيس وموقفه في خطاب القسم وتطلعه الى تحييد لبنان عن الصراع الاقليمي وادائه المتوازن تحديدا بين المملكة وايران والذي يعكس فيه التموضع الداخلي للقوى السياسية اللبنانية، لذلك يعتبر التوقيت في هذه الخطوة للاسباب والاهداف التالية :

أ- بعد انتخاب الرئيس وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة مدعوما بموقعه وموقع رئيس الحكومة مما يضع كوابح امام حزب الله في تحديد تأثيره على الجيش اللبناني.

ب - تشريع التواجد في سوريا الذي ينسف نظرية تحييد لبنان عن الصراع في المنطقة، والذي كان مقرونا بتصاريح نارية من حزب الله حول استمراره بالتدخل ،وتفريخ استعراضات داخلية مناطقية وتعميمها بوجه مشروع الدولة.

ج- وضع شروط مسبقة حول البيان الوزاري الذي يرسم له حزب الله خريطة طريق لن يخفي فيها اهدافه، ولتدخل عاملا جديدا في تشكيل الحكومة وفي تصويب خطاب القسم ؟!.

كنا قد ذكرنا سابقا بأن حزب الله منذ البداية كان يتوقع بأن انجاز انتخاب رئيس للجمهورية والتي اصبحت خلفنا، وهو الذي كان شريكا اساسيا في انتخابه، سيحد من نفوذه في المؤوسسة العسكرية وسيكون محكوما بسقفية حكم يخفض من غطائه السياسي على الأقل ،ومن نفس الفريق الذي كان يقوم بالتغطية.

اذن هناك محاولة من حزب الله قبل تشكيل الحكومة واستقرار الحكم في مرحلة انتقالية جنينية ،بالزامه ووضعه تحت الامر الواقع ،والضغط عليه لتبني خياراته السياسية بالكامل.

إن حزب الله ما زال يرتكب مغالطته التاريخية في تغليب الايديولوجي، على السياسي والوطني مما يهدد مسار ومصير الحاكم والحكم والبلد، ولو بدت اجواء التفاؤل المجوفة هي الغالبة.

Select

Select

Select