المحلية

 منير بركات

منير بركات

ليبانون ديبايت
الاثنين 07 تشرين الثاني 2016 - 18:37 ليبانون ديبايت
 منير بركات

منير بركات

ليبانون ديبايت

نقاط التشابه والتناقض بين حكم الشهابية وعون

نقاط التشابه والتناقض بين حكم الشهابية وعون

ليبانون ديبايت - منير بركات:

نقاط التشابه والتناقض بين حكم فؤاد شهاب وتحالفه مع حزب الكتائب خدمة لمشروع بناء الدولة المركزية وانقلاب الاخير عليه، وما بين الرئيس عون واستناده إلى التيار الوطني الحر وقاعدته الشعبية الاكثر انسجاما كونه يشكل عنصرا عضويا في تركيبة الحكم،وما سيكون مصير التيار الوطني بعد الرئيس عون في ظل ازمة الكتائب وخروجها من المعادلة بعد وفاة بيار الجميل .

إن حزب الكتائب الذي تأسس سنة ١٩٣٦ وبقي مهمشا في الحياة السياسية اللبنانية إلى سنة ١٩٥٨ وكان يحمل مشروع "خوف الاقلية المسيحية اللبنانية" من "سيطرة الاغلبية الاسلامية العربية " وهذا ما اكسبها مبرر وجودها ونجحت في تمثيل الاكثرية المسيحية .

دخل حزب الكتائب صميم المعادلة السياسية اللبنانية في ظل الشهابية واستغرقت عشرة اعوام "١٩٥٨-١٩٦٨" وخلال عهد شارل حلو،الا انه لم يتمكن بأن يكون الحزب الحاكم بل كان حزب الحكم .

لقد تحول الى حزبا سياسيا ذات تمثيلا واسعا بعدما كان لمدة ربع قرن "منظمة شبابية" تستخدم هراوة ضد مختلف التيارات اوالافكار التي تشكل خطرا ونقيضا على" الكيان اللبناني ".

بعدما كان حزب الكتائب شريكا لكميل شمعون في ثورة ٥٨ دفاعا عن حكمه وحلمه في التجديد وفي ظل وجود فؤاد شهاب قائدا للجيش ووهجه في الانقلاب على بشارة الخوري بمعظم الجيش الموالي له منتظرا وراثة العهد الشمعوني فور انتهائه .

فقرر فؤاد شهاب بعد وصوله الى الرئاسة ملئ الفراغ المسيحي الذي يمثله شمعون ،بالحيز المسيحي الكتائبي وبوجهة شهابية التي تهدف مواجهة الاقطاع السياسي واضعافه واحداث تعديل في المعادلة السياسية على قاعدة تعزيز سيطرة الجيش والاجهزة والتحكم بالبرلمان المدجن تتجاوز" النقاء الاقطاعي".

استخدام فؤاد شهاب للكتائب لتعزيز مشروعه من خلال تقويته للحضور الكتائبي في نهاية الخمسينات وعلى امتداد الستينات الهادف الى بناء" دولة مركزية موحدة" ليشكل حزب الكتائب رافدا مهما لهذا المشروع لكن النتيجة اتت بولادة المشروع المستقل للحزب والنقيض لمشروع الدولة المركزية .

لقد استفاد حزب الكتائب الى اقصى الحدود من السنوات العشر ومن دعم الحكم لينتقل من منظمة شبابية الى حزب سياسي كبير ذات قاعدة شعبية واسعة ووازنة ويتطلع الى مشروع انقلابي ينسف فيها العناصر التكوينية الداخلية والاقليمية والخارجية.

جاء الانقلاب الكتائبي الواضح على المشروع الشهابي بين" ١٩٦٨-١٩٨٤" من خلال تكوين "الحلف الثلاثي "الى جانب حزب الوطنيين الاحرار والكتلة الوطنية .

حزب الكتائب كان المستفيد الاكبر من صعود الشهابية وليكون المستفيد الاكبر من سقوطها الذي تجسد في سقوط الياس سركيس في انتخابات الرئاسة سنة ١٩٧٠ ليبقى دور الكتائب ثابتا اثناء حكم سليمان فرنجية .

اما ازمة حزب الكتائب بتقييم الاصدقاء قبل الخصوم وباجماع سياسي لبناني، ارتبط برحيل بيار الجميل وبغيابه فجر الازمة البنوية وتظهرت في التشظي وافرزت تيارات اقوى من الحزب الاصلي، والتي تتطلب قراءة تاريخية للمراحل والتموجات وبشكل علمي التي مر بها حزب الكتائب وفي ظل رئاسة بشير المؤقتة والخاطفة للجمهورية، ورئاسة امين بعهد كامل فصل فيه الحزب عن رئاسة الدولة وصولا الى خروجه من المعادلة المسيحية والوطنية .

اما المقاربة مع العهد الجديد وبوصول العماد ميشال عون الى الرئاسة تحمل بطياتها نقاط تشابه وتناقض مع العهد الشهابي كون التيار الوطني الحر الممثل الاقوى في الوسط المسيحي كما القوات اللبنانية حاليا، كما الكتائب سابقا الا ان ارتباط التيار الوطني عضوي مع مؤسسه ورئيسه السابق العماد ميشال عون ،وليس حليفا كما كان حزب الكتائب مع الرئيس فؤاد شهاب حيث كان كل فريق يحاول استخدام الاخر نحو مشروعه .

ووجهي الشبه بين الرئيسين شهاب وعون التأثير داخل الجيش ،وخروجهما من نفس المدرسة ،بالاضافة الى اوجه الشبه المقلوبة بين تحالف فؤاد شهاب مع عبد الناصر، وعلاقة الرئيس عون مع الجمهورية الاسلامية ونظام الاسد وبظروف مختلفة بعد الثورةًالايرانية، الا ان كلاهما ينشد بناء دولة مركزية موحدة. ويبقى السؤال هل سيتمكن التيار الوطني الحر بعد ميشال عون من البقاء ام سيلتحق بحزب الكتائب ومصيره بعد وفاة بيار الجميل .

في الاستنتاج ان الشعب اللبناني يراهن بعد ملئ الفراغ ان ينهض الحكم بالبلد وبخطوات ملموسة وعلى الجميع ان يسهل انجازها لاسيما الوضع المعيشي والاقتصادي، وتحييد لبنان باقل الخسائر الممكنة بمواجهة ارتدادات الوضع الاقليمي والدولي، ولا بأس بخطاب القسم الذي من المفترض ان يشكل نهجا لسياسة متوازنة وحكيمة .

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة