ليبانون ديبايت - منير بركات:
بعد التموجات في المواقف والترشيحات التي حكمت مرحلة الفراغ الرئاسي كيف أرسي الاصطفاف المتقاطع والمتناقض بين الاطراف حول ميشال عون رئيسا.
لا تخلو مبادرات الرموز والقيادات من ازدواجية الاهداف والرهان على المكاسب وتوظيف الخسارة من اجل الربح ورفع المسؤولية في التعطيل ..
عندما قام سمير جعجع بانقلابه على ترشيحه وترشيح الآخرين وتبنيه واتفاقه مع ميشال عون مما اسس لمدماك القوة الذي الزم الجميع في التمحور حول ابعاد هذه التسوية .
لا شك بأن خطوة الحكيم كانت هادفة الى حصد النتائج بكل الأحوال والسيناريوهات .
اولا : تخفيف الاحتقان المسيحي العوني وفي اوساط الجيش ضد القوات اللبنانية
ثانيا: الأرث السياسي لعون وامكانية الحصول على حصة في ظل الصراع داخل التيار مع العلم بأن الوريث الاقوى شامل روكز
ثالثا : توقع رفض عون من قوى اخرى وبذلك تكون القوات رفعت المسؤولية عن عدم انتخابه وكسبت ما ذكر اعلاه .
رابعا : قيام ثنائية مسيحية وازنة وتقاسم النفوذ والاستئثار بين التيار والقوات على مختلف المستويات منها المسيحية والوطنية بالتوازن مع الثنائية الشيعية والاسلامية ،وهذا ما ترك ردود فعل عند الاقليات المسيحية لا سيما الكتائب والاحرار والمستقلين .
خامسا : في حال وصول عون الى الرئاسة ستحصد القوات حصة لايستهان بها من الحقائب الوزارية والمواقع الرسمية.
سابعا: تحالف انتخابي في مختلف المناطق بين التيار والقوات قريب من المناصفة لتكون للاخيرة كتلة نيابية مضاعفة بعد حرمانها منها نتيجة لتحالفها السابق .
ثامنا: الاتفاق بين عون وجعجع على تبني التيار للأخير مرشحا للرئاسة في المرة المقبلة .
تاسعا : تحسين العلاقة بين جعجع وحزب الله وفك الفيتو بوساطة من الجنرال .
اما موقف سعد الحريري المحمي بالثنائية المسيحية الاساسية وفي ظروف شخصية يعيشها وفي ظل تنافس على الزعامة السنية والخوف على دوره ومستقبله السياسي وعدم تمسك المملكة به وبحصرية زعامته كل ذلك ادى الى اتخاذ موقفه الاخير في تبني عون وللاسباب التالية :
اولا : توقعه بان الرفض سياتي من حزب الله وبذلك يكون قد كسب مسيحيا ورفع المسؤولية ايضا عن عرقلة وصول عون ويكون قد فكفك التحالف بين التيار وحزب الله .
ثانيا : وفي حال انتخاب الجنرال يكون بذلك قد حقق عودته الى السلطة في تكليفه بتشكيل الحكومة بالرغم من عدم ضمانة نجاحه في ذلك .
اما حزب الله الذي يملئ الفراغ الرئاسي كونه الفريق الاقوى والمتحرر في التعاطي مع الجيش بغياب السلطة العليا المتمثلة بالرئيس، والذي وافق على مضض في انتخاب عون بعد ترشيحه من الحريري، بالرغم من تبنيه المسبق شكلا، بغياب دوره الفعلي لانضاج ظروف وشروط انتخابه وللاسباب التالية :
اولا : يكون بذلك ضمن التلطي وراء الواجهة المسيحية لكل سلوكه السياسي لا سيما في تورطه في سوريا .
ثانيا : اعلان انتصاره وصحة خياراته وهزيمة الفريق الآخر وتغطية وضعه الداخلي وتقوية شعبيته بعد الخسائر التي مني بها في سوريا .
ثالثا : خطف القسم الاول من مبادرة الحريري في انتخاب الرئيس وعرقلة الجزء الآخر المتعلق بدور الحريري واعلان هزيمة السعودية بالكامل ربطا مع التطورات الاقليمية .
اما النائب وليد جنبلاط المعروف بثوابته المرتبطة بالسلم الاهلي, ومشروع الدولة, وبناء المؤسسات, وتكريس التنوع, انطلاقا من خطه السياسي وتراثه الفكري ,والتاريخي وكل تقلباته البرغماتية الواقعية تكون في خدمة المسلمات المذكورة والمعروفة لذلك ستأتي موافقته على انتخاب رئيس ايا يكن لاملاء الفراغ حرصا منه على تسهيل عجلة الدولة ومحاصرة التسيب ومخاطر التطورات المحيطة في لبنان ،واعتقد سوف تأتي موافقته على انتخاب ميشال عون ، بعد اشراكه كتلة اللقاء الديموقراطي وقيادة الحزب التقدمي الاشتراكي في الحوار واتخاذ القرار والذي ينم عن ممارسة ديموقراطية راقية للاسباب التالية :
اولا : المكونات الاساسية توافقت على ترشيحه
ثانيا : حرصه على انتخاب اي رئيس افضل من الفراغ، وهي شرط من شروط السلم الاهلي .
ثالثا: المكونات التي تبنت الترشيح وجودها اساسي في منطقة جبل لبنان لا سيما في الشوف وتحديدا القوة السنية والمسيحية .
وابعا : اهمية التحالف الانتخابي اللاحق مع تيار المستقبل والتيار والقوات .
خامسا : غياب الرفض السعودي للترشيح وموافقة حزب الله بعمقه الايراني الذي ينظم جنبلاط الخلاف معه بتجربة ناجحة نسبيا .
سادسا : التعاطي الناعم مع نبيه بري والحفاظ على العلاقة الايجابية معه بالرغم من موقفه السلبي مع مبادرة سعد الحريري وترك المعالجة للوقت والتي لا تقع على عاتق وليد جنبلاط .
ويعتبر موقف نبيه بري المعارض كابحا مهما بعدم استكمال الاجزاء الاخرى من المبادرة وقيام حكومة وثقلا كبيرا بوجه العهد الى جانب فرنجية وغيرهما في حال عدم تذليل هذه العقبة ،الا انه يسجل لبري موقفه كرجل دولة بتسهيل الاستحقاق بدون عراقيل ولو كان معارضا .
اما في الاستنتاج وبرسم الأسئلة هل التخلي عن الخيارات السابقة اعلان انتصار لمحور "الممانعة" ربطا بتطورات الوضع في سوريا والمنطقة, ام المصالح والحسابات الضيقة هي التي طغت على عقلية اتخاذ القرار ، ام المراهنة على الرئيس العتيد في تغيير مواقفه وتغليب الجانب الوطني في سلوكه وممارسته ونهجه ليحمي ما تبقى من الوطن، سنترك الاجوبة للايام القليلة المقبلة وما سيرشح عنها من نتائج .
اخترنا لكم

المحلية
الاثنين، ٢١ نيسان ٢٠٢٥

اقليمي ودولي
الاثنين، ٢١ نيسان ٢٠٢٥

المحلية
الاثنين، ٢١ نيسان ٢٠٢٥

المحلية
الاثنين، ٢١ نيسان ٢٠٢٥