المحلية

placeholder

لارا الهاشم

ليبانون ديبايت
الجمعة 14 تشرين الأول 2016 - 08:59 ليبانون ديبايت
placeholder

لارا الهاشم

ليبانون ديبايت

هل بدأت طرابلس بمراجعة حساباتها ؟

هل بدأت طرابلس بمراجعة حساباتها ؟

ليبانون ديبايت - لارا الهاشم

اذا كان اللواء اشرف ريفي قد حقق انتصارا كاسحا في المجلس البلدي في طرابلس فلا يعني ذلك انه اجتاز الامتحان الاصعب. فالمرحلة الراهنة تبدو الاكثر دقة وهي التي ستحدد حسابات البيدر.

اذا جلت في شوارع طرابلس تراها تترقب. باستثناء "رجال اللواء" الاوفياء الذي صوتوا للائحته ايمانا بخطابه الاقرب الى عواطف الشارع السني ومطالب الشارع الطرابلسي المتروك، ثمة من دعم "الريفي" آملا بالتغيير.

بكافة الاحوال لا نفع في انكار الحقيقة وهي ان لاشرف ريفي مناصرين يثقون به ويجدون فيه صورة القائد الذي افتقدوه بعدما ضاع الشارع الطرابلسي والسني بشكل خاص. "الريفي" كما يسمونه هو "ابن هذه البيئة هوي منا وفينا" "ما تاجر فينا ما باعنا واشترى فينا". هؤلاء هم طبعا اهالي الشبان الموقوفين في السجون والذين حاكى خطاب اللواء مشاعرهم و شعورهم بالمظلومية. اذا سألت هؤلاء نفسهم لصالح من صوتوا في الانتخابات البلدية يستغربون سؤالك الذي يبدو اشبه بخطيئة وكأن عليك ان تعرف الاجابة سلفا، "طبعا للريفي". قد لا يعرف هؤلاء اسماء اعضاء اللائحة ولا حتى من فاز منهم فالمهم بالنسبة اليهم ان تكون لائحة اللواء قد انتصرت على اللائحة المنافسة، لائحة "من وضعوا اياديهم بأيدي حزب الله او من حاوروه او من رشحوا حليف سوريا رئيسا للجمهورية" وهي ايضا لائحة "من وضعوا ابناءهم في السجون ونفذوا الخطة الامنية وطبقوا من خلالها مبدأ الصيف والشتاء تحت سقف واحد".

في مقابل هؤلاء تلتقي عددا لا بأس به ممن انتخبوا اللائحة المدعومة من وزير العدل لا عشقا بالرجل لكن من باب التغيير. يبحث هؤلاء عن خشبة الخلاص لمدينتهم التي يغرق جزء كبير منها في الفقر، لعلهم يجدون هذه الخشبة في المجلس البلدي الجديد. يستوقفك احدهم حينما يقول لك "بدنا نغير، منشوف اذا ما عمل شي بدنا نغير من جديد". هؤلاء ليسوا محازبين ولا من "رجال اللواء" بل هم من ابناء طرابلس الذين اضناهم اليأس من الطبقة السياسية التقليدية وباتوا يرسمون خياراتهم على قاعدة "اللي جرب مجرب بكون عقلو مخرب".

على خط ثالث لا تخل الساحة الطرابلسية ممن بدأوا بمراجعة حساباتهم. بعض اصحاب البسطات ممن انتخبوا اللائحة الفائزة يشكو من عشوائية تعاطي البلدية معه. "فمن ليس مدعوما من جهاز امني او سياسي تُنزع بسطته اما من هو محسوب على قوى امر الواقع في طرابلس فيصان".

يتحدث صاحب عربة وجّهت له البلدية انذارا، عن شخص معروف "بأبو مشهور" يثبّت تخشيبة عند دوار السلام في ارض تابعة للبلدية "الا ان الاخيرة لم تتخذ بحقه اي اجراء اذ انه محمي من جهاز امني معين" . "على بعد 500 متر تقريبا بني كوخ آخر لشخص محمي من جهاز امني ثان وعند ساحة النور شيّد كوخ لبيع القهوة والدخان لشخص محمي من جهاز امني ثالث". هنا يضيف صاحب العربة ان هؤلاء وغيرهم ينعمون بحماية الاجهزة الامنية وبعض السياسيين على عكس اصحاب العربات المتنقلة المستضعفين. هذا عدا عن شكاوى بعض الطرابلسيين حول اهمال الطرقات والحفر التي تعود الى عهد البلدية السابقة و "كأن شيئا لم يتغير".

ردا على هذه الاتهامات ينفي عضو المجلس البلدي محمد تامر في حديث لليبانون ديبايت كل ما يحكى عن حمايات امنية وسياسية. يقول الاخير ان قائد شرطة البلدية منذ تسلمه مهامه قبل يومين جال على جزء صغير من المدينة وتحديدا في وسطها ومحيطها وقد ازال التعديات الثابتة على الارصفة والسكك، اما اصحاب العربات المتحركة فقد وجه اليهم انذارات للتنظيم فقط. كما يؤكد تامر ان قائد الشرطة لا يزال في بداية مساره فيما ستشمل الاجراءات المدينة برمتها. ويضيف ان المجلس البلدي قد اقر مناقصة لتعبيد طرقات المدينة الا ان المباشرة في الاعمال تنتظر موافقة ديوان المحاسبة.

ربما يختصر بعض هذه الشكاوى التحديات التي تواجه اللواء اشرف ريفي الذي يرسم لمستقبل سياسي، يبدأ بخوضه الانتخابات النيابية شخصيا. فاما ان يثبّت ما بناه على ارض الواقع بطريقة عملانية وبمشروع سياسي واضح المعالم يكرسه زعيما، واما ان يثبِت ما يقوله خصومه عنه انه "غيمة صيف عابرة"، ويا ويله من الشماتة حينها.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة