ليبانون ديبايت - ميرنا زخريّا
سوأل بريئ وإنْ يبدو جريئ.. أليس الرئيس الأضعف هو مَن ينتظر عند باب القصر حوالي ثلاثة سنوات دون أن يعبره؟ وأليس الرئيس الأقوى هو مَن تُشرَّع بوجهه كل الأبواب على مصراعيها ويأبى الدخول إلّا وبجانبه الأضعف منه رئاسياً؟
لقد طال الكلام واستفاض بالنسبة لعبارة "الأقوى" وكلها هبَّت ومن ثم صبَّت فقط في عدد النواب المسيحيين المتواجدين في كتلةٍ واحدةٍ (ما يخالف بنود الدستور)، وذلك من دون التعليق على التحالفات التي أوصلت كثيرين وألغت آخرين. في حين بالمقابل، لم يجري التطرّق أبداً لمناقشة معايير صفة "الأضعف"؛ ربّما إحتراماً لمنْ نصَّب نفسه القوي المسيحي اللبناني الأوحد، وربّما إستنكاراً لمنْ يؤيد عدداً لا يُستهان به من "الأقوياء والأوفياء والزعماء" الذين يتمتّعون بميزات "الميثاقية والوطنية والشعبية".
قد تكون الشخصية الأقوى عند البعض هي تلك التي تقوى بالأرقام وبِ "التعطيل والتأجيل والتهويل"، وهذه محطات شرعية لا بدّ منها بين حينةٍ وحينة وبين حالةٍ وحالة؛ إنما لا يجوز لها أن تستمر إلى ما لا نهاية وإلا فهي عندئذ تصبح كمنْ يوصِد بوجه جماهيرٍ من المواطنين باب التشاركية والمصداقية ويفتح باب الفردانية والإستبدادية. مِن صفات القائد الناجح القدرة على التخطيط والتنفيذ والتقييم، وكم هُم جميعاً بعيدون عن تطبيق هكذا مهارات؛ إذ بإستطاعة فردٍ منفردٍ أن يُغلق بلدةٍ مسالمةٍ بأكملها، إنما هذا لا يجعل منه الأقوى، ذلك أن التعطيل ومن ثم التنظير لم يكونا يوماً من صفات "لا القيادة ولا السيادة ولا الرئاسة".
من الطبيعي أن تُجمّد العديد من الملفات والتحالفات بوجه العديد من المرشحين الأقوياء، لكنْ.. ومن ناحية أولى: لا يمكن لها أن تُغلق بوجه الأقوى، وإلا فهو لا يعود ساعتئذ يتمتّع بهذا اللقب المتميّز، بل حُكماً ينضم إلى قافلة باقي المرشحين الأقوياء. ومن ناحية ثانية: الأقوى لا يُقدِّم التنازلات يُمنةً ويُسرة ولا يستجدي الأصوات صعوداً وهبوطاً، بحيث تتجلى:
1. ألإزدواجية بين نَبذ النائب خالد الضاهر الذي طالب بإزالة تمثال يسوع المسيح ويديه المفتوحتين وثم زيارته بمنزله.
2. ألإزدواجية بين رفع التيار الوطني الحرّ علم تيار المستقبل مُزدان بعبارة الدولة الإسلامية وحالياً السعي لنَيل رضاه.
3. ألإزدواجية بين ورقة التفاهم مع حزب الله لناحية دعم المقاومة وبين ورقة النوايا مع القوّات لناحية السلاح الشرعي.
4. ألإزدواجية بين مُجاراة سيّد المقاومة بالأمس لجهة طرحه لسلّة التفاهمات وبين رفضها اليوم تناغماً مع سيّد بكركي.
5. ألإزدواجية بين التوقيع على وثيقة بكركي حين كانت تُقطّر منافع والتبرّء منها لاحقاً عندما دقّت ساعة تنفيذ الإتفاق.
6. ألإزدواجية بين الرفض المُطلق لإتفاق الطائف طوال سنوات وبين المشاركة والإندماج التام حالما حكمت الظروف.
7. ألإزدواجية بين التأكيد على عدم شرعية المجلس النيابي بالتزامن مع إعطاءهم كامل الشرعية من أجل إتمام التعيين.
سيداتي سادتي.. الأقوى هو مَن تُفتح له الأبواب وتأتي إلى عتبته المبادرات، الأقوى هو مَن يحظى بتأييدٍ فَوريٍ من أبناء الداخل ومن دول الخارج وما بينهما، الأقوى هو مَن يفي بوُعوده السياسية ويرتقي بمواقفه التاريخية، الأقوى هو مَن يُعتبر حليفاً موثوقاً وخصماً مرموقاً، الأقوى هو مَن تجتمع بشخصه مزايا الرئيس وليس مَن يهوى تبوّء كرسي الرئاسة.
سيداتي سادتي.. الرئيس الأقوى، لا يُرغم على الإنتظار، عند بابِ الدار.
اخترنا لكم

أمن وقضاء
الأربعاء، ٠٩ نيسان ٢٠٢٥

اقليمي ودولي
الأربعاء، ٠٩ نيسان ٢٠٢٥

المحلية
الأربعاء، ٠٩ نيسان ٢٠٢٥

اقليمي ودولي
الأربعاء، ٠٩ نيسان ٢٠٢٥