مختارات

الاثنين 03 تشرين الأول 2016 - 07:46 الانباء

المستثمرون في الوحل

المستثمرون في الوحل

نكثر من التحسر على حالنا كعرب وأيضا كمسلمين ونقارن بين وضعنا المتخلف والمتردي مقارنة بالأمم الأخرى التي كانت فيما مضى تماثلنا في أوضاعنا المتردية أو ربما كنا أفضل منها فنهضت وصارت قوة صناعية ومالية كبرى.

وما زال مفكرونا مختلفين حول الأسباب التي تسببت في تخلفنا وبقائنا في ذيل العالم، بينما الأمم الأخرى تقدمت وباتت في سدّة القيادة.

فمنهم من يرجع الأسباب إلى عدم تمسكنا بالإسلام، متناسين أن تلك الأمم الناهضة نهضت دون تمسكها بالإسلام وحتى دون اعتناقه.

ومنهم من يقول بسبب أنظمة الحكم الشمولية التي كرست الدولة لخدمة الحاكم وفي هذا الرأي جانب من الصحة، ولكن نتذكّر الاتحاد السوفييتي الذي كان تحت حكم شمولي، وكان في الوقت ذاته قوة عظمى يحسب لها ألف حساب.

وتتعدد الأسباب التي يبديها المفكرون والمهتمون بحالة التخلف المزرية التي يعيشها العرب.

ولست هنا لأقدم الإجابة الأمثل ولا حتى أي إجابة عن مثل هذا السؤال، ولكن حرية الاجتهاد والتصويب نحو الهدف ـ وإن طاشت كثير من السهام ـ وضلّت الهدف، تبقى مطلوبة ومشروعة.

وإني لأميل إلى من أرجع الأسباب إلى تقييد حرية البحث العلمي وتسويرها بأسوار شائكة تصعّب الطريق على من يحاول الوصول إليها، متذرّعين بالدين والقول بأن الاقتراب من تلك المناطق البحثية أمر محرّم ويخالف الدين ويُعرّض من يجسر على الاقتراب منها إلى العقوبة المغلظة.

هذا ما تراه الطبقة الدينية ومعها الطبقة السياسية، والاثنتان مستفيدتان من حالة التخلف هذه بل ومستثمرتان فيها بشكل جيد وتحققان من ورائها أرباحا طائلة ستزول بزوال الحالة القائمة أعني حالة التخلف.

والدليل على ذلك أنه من أغنى الطبقات في الشعوب العربية، هما هاتان الطبقتان، الدينية والسياسية.

أفراد هاتين الطبقتين حمّلوا الدين ما ليس فيه وجعلوه مبرّرا لأفعالهم المناقضة أساسا للدين والتي يحرمها الدين، فهم يكذبون باسم الدين ويزورون باسم الدين ويرتشون باسم الدين ويقتلون باسم الدين، يحاربون باسمه ويسالمون باسمه.

يساعدهم على ذلك انتشار الجهل بين الأغلبية في الشعوب العربية وتسليمهم أمورهم للطبقتين السياسية والدينية.

لم أقدم إجابة ولكن رصدت واقعا.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة