كتب "مؤثرة" بأقلام رؤساء أميركا

يرى البعض أن معظم رؤساء الولايات المتحدة ليسوا معروفين بكتاباتهم، لكن العكس هو الصحيح. فالكثير منهم شأن " جيفرسون وروزفلت وكينيدي" على سبيل المثال لا الحصر أوصلوا كلمات لا تزال جديرة بأن نلتفت إليها في أيامنا هذه.

يعتبر كتاب "توماس جيفرسون" The Life and Selected Writings of Thomas Jefferson الذي حرره الكاتبان "أدريان كوش" و"ويليام بيدين" كنزا لعشاق التاريخ الأميركي ولهواة "النثر الأوغسطي" أو ما يعرف بالكلاسيكية الحديثة.

فهو خليط لافت للكتابات الشخصية (مسودات عن السيرة الذاتية علاوة على أكثر من 200 رسالة)، بالإضافة إلى أوراق عامة تحتوي خطابين افتتاحيين ونسخا أصلية ومنقحة عن "إعلان الاستقلال".

وحرر "دون إي فيرنباخر" وعلق على كتاب " ِAbraham Lincoln: Speeches and Writings 1832-1858" الذي سطره أبراهام لنكولن.

ثمة مجموعتان لكتابات لنكولن، الأولى أسماها الكاتب فريد كابلان "مارك توين سياساتنا" وذلك في نوع من الدعابة، والثانية تعكس شخصية لنكولن رجل الدولة والتي تكشف على نحو أفضل الرجل الذي كتب مئات صفحات الرسائل إلى الأصدقاء والزملاء وإلى زوجته بالإضافة إلى خطاباته الأولى شأن "Fragment on the struggle Against Slavery" الذي كتب عام 1858 والتي جعلت منه قامة وطنية.

صنفت مجموعة من دارسي الرئاسة الأميركية المذكرات الشخصية UlyssesS.Grant: Personal Memoris/Selected Letters /1839-1865 للرئيس الأميركي "عوليس غرانت" بأنها أفضل كتاب خطه رئيس أميركي.

وقال الكاتب الأميركي "مارك توين" بأنه أكثر الأعمال تميزا من نوعه منذ كتاب" تعليقات يوليوس قيصر. أما الناقد الأدبي والشاعر الإنجليزي ماثيو أرنولد فوجد نثر غرانت " بسيطا يتمتع عموما بميزة قول الأشياء بوضوح بأقل كلمات ممكنة".

وتبعا لستيفن أمبروز المؤرخ الأميركي وكاتب سيرة الرئيس "ثيودور روزفلت" الذي كتب American Ideal and Other Essays, Social and Political. فإن روزفلت "يشمخ وحيدا، لا يمكن أن يواجهه أي رئيس آخر في القرن العشرين، بوصفه كاتبا، ودارسا. وإضافة إلى هذا وذاك كان خصب الإنتاج، فقد أنجز 42 كتابا لا يزال البعض منها موجودا في الأسواق.

لقد تم تجاهل روزفلت كمفكر سياسي طويلا. وتم النأي عن مجموعة مقالاته التي كتبها بين عامي 1894-1897 والتي نشرت عام 1900 عندما كان حاكما لنيويورك. و هي لا تزال جديرة بأن يعاد نشرها والوقوف عندها، وفقا للكثير من الأكاديميين والنقاد.

في الوقت الذي اعتبر كتاب Profiles in Courage من قبل العديد من المؤرخين بأن من كتبه، ثيودور سورينسن كاتب خطابات كينيدي، فإن كتاب Why England Slept بالتأكيد من تأليف جون كينيدي في صيغته الأصلية.

ولم يستطع ريتشارد نيكسون أن يكون مثل تيدي روزفلت، لكنه استطاع الكتابة على نحو مشرق وببصيرة بشأن أكبر الأزمات في مسيرته السياسية.

وعلق الكاتب والروائي الأميركي "كريستوفر بكلي" على كتابي الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما Dreams From My Father A Story of Race and Inheritance و The Audacity of Hope بقوله :" الكتابان من الطراز الرفيع. وأوباما يجسد ذلك السياسي النادر الذي يكتب كتبه بنفسه".

ويعتبر الكتاب الأول الأكثر ذاتية والأشد غوصا في شخصية أوباما، علاوة على أنه الأكثر أهمية لمن يسعى خلف الغوص في ذهنية أوباما".

وفي الواقع يمكننا أن ندعو الكتاب الأول من نوعه الذي كتبه رئيس يقتفي أثر موضوع العرق في أميركا. فالكتابة عن لقائه والده الذي يتذكره لمرة واحدة فحسب، يستنتج أوباما أن القصص العديدة التي سمعها عنه " تشي أقل عن الرجل نفسه من التغييرات التي طرأت عليه وعلى الناس من حوله".