صاحب صفحة "عديلة" : لا أغار من شهرة عديلة

ليبانون ديبايت - أمين أبو يحيى

شهرة بلا أضواء .. وشخصية عامة بلا ظهور.

شهرتها كانت إفتراضية وظهورها يقتصر على " بوستات " تنشرها عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

هي " عديلة " التي تملأ فضاءات العالم الإفتراضي بشكل شبه يومي بأرائها وتعليقاتها اللاذعة على منصاتها في وسائل التواصل من فايسبوك إلى تويتر إلى إنستغرام.

إنتقاداتها الساخرة لبعض الفنانات والمطربات تحصد الإعجاب والتعليقات وما تنشره على صفحاتها ينتشر بسرعة إنتشار النيران في الهشيم من خلال مشاركته مع الآخرين.

أما التعليقات فبعضها يشيد بـ " عديلة " ويضيف تعليقاً طريفا ً على صورها ، والبعض الآخر ينتقدها بشدة تصل حد الشتم والتحريض والتكتل الإفتراضي، خاصة إذا كانت " عديلة " تنتقد فناناً محبوباً لدى البعض ممن له متابعوه ومريدوه ، وهم أوفياء لدرجة تنظيم معارك إفتراضية لإقفال حسابات "عديلة" على وسائل التواصل ومنعها من السخرية من الفنان المحبوب من خلال الصورة والكلام والتعليق.

في الماضي كانت شهرة البعض تقتصر على أشخاص يطلون عبر شاشة التلفزيون أو من خلال مجلة أو صحيفة سواء أكان الشخص آتياً من مجال الفن والتمثيل أو الغناء أو من باب السياسة.

حالياً الشهرة باتت أسرع وتحكمها عوامل مختلفة ولا يوجد مقاييس محددة لها. شهرة " عديلة " هي شهرة إفتراضية وصلت عبر وسائل التواصل ومن خلال حساب وهمي مستوحى من إسم الفنانة البريطانية ADELE لكنها مستمرة من خلال نوع الإسكتشات المصورة التي تنشرها عن فنانات لبنانيات، سواء في إطار السخرية المحببة أو في إطار الإشادة. " عديلة " إبتكرت لنفسها خطاً متميزا ً يحافظ على المركز الأول في المتابعات للشخصيات الإفتراضية على وسائل التواصل. خط تستوحيه مما تسمعه ربما بين الناس من إنتقادات لفنانة معينة او إعادة رسم لصورة فنانة بطريقة كاريكاتورية فيها كمية من الإبداع والأفكار الجميلة والمضحكة في وقت نحتاج فيه جميعاً للضحك والإبتسامة.

تزداد الأمور غرابة ربما عندما نعرف أن من يقف وراء حساب عديلة هو شاب لبناني موهوب ألتقيت به لإجراء هذه المقابلة الحصرية للحديث عن الظروف التي دفعته لإنشاء هذه الصفحة والهدف منها. لبناني في الثلاثينيات من عمره لا يظهر الجرأة نفسها في لقائنا المباشر، على عكس ما ينشره على صفحة " عديلة " التي يعمل عليها بكل جرأة وإنفتاح. لا يحب الأضواء التي تسلط على "مدير" صفحة حساب " عديلة " ويفضل أن تبقى الأضواء مقتصرة على الصفحة ولذلك لم يكن هناك بيننا لا كاميرات ولا فلاشات بل لقاء محبب فيه الكثير من الطرافة والعفوية.

مفاوضات سبقت هذا اللقاء وتحضير للمقابلة والمكان ومن سيحضر وماذا يتوقع، ليس لأنه خائف من الإعلام بل لأنه لا يرغب بالتركيز على شخصه بل على الحساب الذي يفرح كثيرين ولكنه يزعج الكثيرين أيضا. إليكم ما جاء في الحوار بيننا :

إختيار شخصية مطربة أجنبية معروفة لتكون الوجه الذي يقف وراء حساب عديلة الساخر .. لماذا ؟
اختيار اديل جاء بسبب قرب شخصيتها للمرأة الشرق اوسطية ولكي تنتشر الصفحة بطريقة اسرع نظراً لشعبيتها.

كيف جاءت الفكرة وهل كانت فكرة جماعية بين الأصدقاء ام فردية ؟
بدأت كمزحة مع بعض الاصدقاء يومها سألنا بعضنا : ماذا لو كانت اديل لبنانية وكيف ستتعامل مع زميلاتها الفنانات وماذا يا ترى سيكون رأيها بالأخبار الفنية المحلية .

عادة ما يلجأ البعض لحسابات وهمية لتبرير شخصيتهم الغريبة .. أو للتعبير عن رأي يخجلون منه .. هل توافق على ذلك ؟
اكيد لجوئي لشخصية افتراضية سهلت علي التعبير عن بعض ارائي الشخصية مع العلم بأني لا اتفق مع عديلة في كل ما تقوله واراؤها لا تمثلني دائما ً.

من الواضح ان حساب عديلة بات من الحسابات التي يحسب لها الف حساب .. هل توقعت هذا الإنتشار ؟ هل يخيفك هذا الإنتشار ؟
لم اتوقع ابداً هذا الانتشار ولا يخيفني ولكن اشعر بالمسؤولية لان ما انشره صار له تأثير على الرأي العام لهذا تحول الموضوع إلى إحترافية أكثر واصبحت اتفنن في إتقان منشوراتي اكثر من قبل واصبحت اقل عفوية في التعامل مع الأخبار والصور.

إنت متهم دائمأ من قبل البعض بأنك تركز في نقدك الساخر على فنانة معينة وهي النجمة اليسا .. لماذا الهجوم على اليسا ؟
هذا ليس إتهام بل حقيقة. اليسا امتعضت من منشوراتي في الماضي مع انني كنت أتعامل معها كأي فنانة أخرى وكل ما زادت حدة الإمتعاض لديها كلما زادت قسوة منشوراتي عنها.

هذا التركيز على اليسا في نقدك .. هل لأنك لا تحبها شخصياً وماذا عن باقي الفنانات ؟
لا انكر بأني لست من المعجبين بما تقدمه الفنانة إليسا من ناحية الأغاني والموسيقى التي تقدمها. صوتها يزعجني ولم تعد تقدم اي جديد منذ فترة. اما مايا دياب فذلك لانها "موضوع قابل" لكن شخصيتها لا تزعجني، احب جنونها.

تتعرض دائما للهجوم من قبل متابعي النجمة اليسا .. كيف تتعامل مع الأمر خاصة ان صفحتك تم حظرها أكثر من مرة ؟
الحظر كان سببه فانز نانسي عجرم و صرت اتجاهل الإنتقادات غير البناءة والتجريح الشخصي والجأ لل Block delete

ما هو المعيار الذي تعتمده للإنتقاد الساخر لأي فنانة .. الأغنية أو الشكل الخارجي أو التصريحات ؟
حسب نشاط الفنان، يمكن ان يكون الانتقاد حول الشكل او الاغنية او تصريح ما وللاسف البعض ليسوا ناجحين في هذه العناصر الثلاثة.

هل هناك فريق عمل معك يعاونك بالغرافيكس والبحث عن الجديد ؟
الغرافيكس من تطبيقي. متابعي الصفحة يساعدونني كثيراً عبر ارسال صور للفت انتباهي عن موضوع معين وهناك بعض الاصدقاء المقربين الذين يساعدونني احياناٍ في ايجاد افكار جديدة.

هل تعتبر أن وسائل التواصل الإجتماعي كانت الخيار الأفضل بالنسبة لك للتعبير عن فكرتك ..؟ هل فكرت بإيصال رسالتك من خلال الإعلام التقليدي ؟
اظن ان عصرنا هو عصر السوشيال ميديا والاعلام التقليدي بات يعتبر إعلاماً متأخراً عن مواكبة التقدم التكنولوجي الذي نشهده حالياً .

يتهمك كثيرون بأنك من محبي النجمة هيفا وهبي ولذلك لا تتعرض لها بالنقد .. ألا يعتبر ذلك تحيزا ً ؟
لقد انتقدتها مؤخراً في صورة هي والدكتور نادر صعب وحتى لو كنت متحيزا فان "عديلة" هي صفحة شخصية في نهاية الامر ويحق لها ان تحب او تكره من تشاء.

هل فكرت يوماً بإغلاق حسابك بسبب الحسابات المضادة التي يتم إنشاؤها للتشهير بك أو لتوجيه النقد لأسلوبك وتحيزك ربما لفنانة ضد أخرى ؟
فكرت عدة مرات بالتوقف لكن اصدقائي كان يخالفونني الرأي ويطلبون مني الاستمرار.

هل تتصل بك اي فنانة وتطلب منك عدم التعرض لها عبر حسابك خوفا من رايك ؟
كلا لم يحصل هذا الأمر وانا لست قريب من الوسط الفني.

لماذا لا تتعرض للفنانين الرجال على صفحتك ؟
لانهم ليسوا نشيطين كزميلاتهم "وانتقدهم بس يكون في شي".

هل التقيت بأشخاص كانوا يتحدثون عن الشخصية التي تقف وراء حساب عديلة دون أن يعرفوا أنه انت ؟
كل يوم تقريباً ومرة كنت في مكان عام ولاحظت مجموعة من الاشخاص كانوا يشاهدون فيديو على الصفحة ويضحكون وفي تلك اللحظة شعرت بالرضا لانني حققت شيئاً ما من خلال عديلة.

حسابات جديدة يتم إنشاؤها شبيهة بحساب عديلة ولفنانات اجنبيات أيضاً .. هل هذا يزعجك ام يشكل حافزا للإبداع في مجال الترفيه الإفتراضي ؟
لا وقت لدي لمتابعة هذه الصفحات

ماذا تسمي نوع النقد والفن الذي تتبناه على صفحة عديلة ؟
نقد فني ممزوج بالسخرية والقليل من الذكاء واللعب على الكلام.

هل تصلك تهديدات مباشرة عبر الصفحة من قبل متابعي هذه الفنانة أو تلك ؟
يوميا تصلني تهديدات .. ( يضحك)

إلى أي حد الشهرة الإفتراضية .. هي شهرة مفيدة وصحية .. وهل تفكر يوما بالكشف عن هويتك لتقول للناس بفخر: هذا أنا الذي يقف وراء عديلة ؟
انا لست مشهور افتراضياً بل عديلة هي التي تتمتع بهذه الشهرة. لا ادري اذا كان سيأتي هذا اليوم الذي اعلن فيه من انا . الشهرة لا تهمني ولا شيء يشجعني على أن أكون قريباً من مجال الفن والإعلام بسبب كثرة النكد والثرثرة والأحقاد الموجودة بين العاملين فيه. بالإضافة إلى المنافسة غير الشريفة التي تحطم العلاقات الإنسانية والصداقات.

Select

Select

Select