تنهّدت نُـهاد إلى شربِلَ حبيبِ اللهِ فانْهَدّ عن جَسَدِها جبلٌ من الآلامِ المبرّحة… أَتاها شربلُ بصحبةِ مارونَ والعذراءِ وهي مسمّرةٌ في فراشِ مُعاناتِـها فنزَعَ مساميرَ الأوجاعِ لتقومَ صحيحةَ الجسمِ والعقلِ وتُصبِحَ شاهدةً لعملِ القديسينَ في الكنيسةِ ودورِهِم في توجيهِ المؤمنينَ نحوَ المسيحِ ابنِ الله!
طوبى لهذه المؤمنةِ الّتي حلَّ شربل ضيفًا على حياتِها، بل رفيقًا لنفسِها… وما هذه النعمةُ الخاصّةُ سوى جوابٍ على ثباتِ نُـهادَ وحرارتِها وإلحاحها وثقتِها في الصلاة إلى الله بواسطة يسوع ابنِهِ وجمهورِ القدّيسين، لا سيّما شربل قدّيس عنّايا العظيم.
لم تَكُن هذه المعجزَةُ نعمةً خاصّةً لنُهاد وحسب، بل لقد شاء الله أن يجعل من لقاء شربلَ ونُـهاد مناسبة لتجديد الدعوةِ إلى التوبة والقداسة.
فمنذ الأيّام الأولى بعدَ المعجزة الباهرة، بدأ تظهَرُ مشيئةُ الله تدريجيًّا عبر رسائلَ إلى كلّ المؤمنين محورها الصلاة والتوبة والقداسة والغفران والمحبّة…
واضحة هيَ مشيئة الله الّتي كشفها لنا القدّيسُ شربل، فما بالُنا نضيعُ وجهةَ سيرِنا، وعوَضَ أن نقرأ مشيئة الله في قصّة نُـهاد، نجدُنا مشدودينَ إلى ما هو خارجيّ ظاهر، غافلين عمّا هوَ روحيٌّ وإلهيّ؟
هل مشيئة الله هي في جعل نُـهاد الشامي –هذه المؤمنة المتواضعة- محطّ أنظارِ المؤمنين؟
هل مشيئتهُ أن نَسهوَ عن المسيحِ نفسِه في حضورِ أمَتِه نُـهاد؟
هل مشيئته أن نتجاهل القربانَ والمذبحَ والصليبَ المقدّس طَلبًا للتبرّك منها ( من خلال ورقة كلينكس) وقت القدّاس ووقت المناولة؟ نتناول وحالاً نذهب إلى نهاد للتبرّك والقربانة المقدّسة التي قدست شربل بعدها في فمنا ؟
فهل يجوز هكذا طلب من امرأةٍ لا زالت مثلنا تتنهّدُ إلى الله وتسأله الرحمة والغفران؟
هل باتت هي ينبوع الخلاص والنعمة والشفاء؟
إنّ أعجوبة شفاء نُـهاد الشامي هي أمثولةٌ لنا في الصلاة والتضرّع والعبادة، فلنتّعظ!
دعوا هذه المؤمنَةَ تصلّي عندما تقصد عنّايا، دعوها تختلي إلى شفيعها شربل وفاديها يسوع،
هي أشبه بيوحنّا المعمدان…
ليست هي النور بل جاءت لتشهد للنور!
وقد أدّت شهادتها، وهي تؤدّيها أيضًا، بكلّ أمانة وبطاعة كاملة…
وإذا كنّا نؤمن بشهادتِها،
وإذا كانت هي كيوحنّا سراج يهيّئُ عيوننا لرؤية الشمس،
فلنصغِ إلى شهادَتِها: لهُ أن ينموَ ولي أن أنقص…
من لهُ نورُ الشمسِ، لا يعودُ ينظُرُ إلى السراج…
المسيح هو الشمسُ، هو عينُ النور
شربلُ قبسٌ منهُ وهّاج
ونُهادُ شعاعٌ لطيف.
فشكرًا للشعاع وللقبسِ الّذين ذكّرانا بأنَّ لنا شمسًا لا تغرب هي يسوع المسيح، تنيرُ عيوننا المظلمة. فلنستنر به! أن نقرأ مشيئة الله في قصّة نُـهاد، نجدُنا مشدودينَ إلى ما هو خارجيّ ظاهر، غافلين عمّا هوَ روحيٌّ وإلهيّ؟
دعوا هذه المؤمنَةَ تصلّي عندما تقصد عنّايا، دعوها تختلي إلى شفيعها شربل وفاديها يسوع،
هي أشبه بيوحنّا المعمدان…
ليست هي النور بل جاءت لتشهد للنور!
وقد أدّت شهادتها، وهي تؤدّيها أيضًا، بكلّ أمانة وبطاعة كاملة…
وإذا كنّا نؤمن بشهادتِها،
وإذا كانت هي كيوحنّا سراج يهيّئُ عيوننا لرؤية الشمس،
فلنصغِ إلى شهادَتِها: لهُ أن ينموَ ولي أن أنقص…
من لهُ نورُ الشمسِ، لا يعودُ ينظُرُ إلى السراج…
المسيح هو الشمسُ، هو عينُ النور
شربلُ قبسٌ منهُ وهّاج
ونُهادُ شعاعٌ لطيف.
فشكرًا للشعاع وللقبسِ الّذين ذكّرانا بأنَّ لنا شمسًا لا تغرب هي يسوع المسيح، تنيرُ عيوننا المظلمة.
فلنستنر به!
اخترنا لكم



