زار البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، كما كل عام وعلى خطى البطاركة الموارنة، دير سيدة قنوبين مقر البطاركة الأوائل في الوادي المقدس.
وقبل القداس تحدث الراعي عن معاني العيد وإنتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد وتأكيد الكنيسة لهذا الحدث عام 1995، شاكرا للراهبات الأنطونيات إهتمامهن بالمقر، وشارحا معنى الرسم الموجود فوق المذبح والذي كتب فيه: من لبنان يا عروستي فتتكللين، مكتوبة بهذا النور النازل من الروح شبه حمامة، نازل نور عليها الآب والإبن والروح القدس، هي إبنة الآب أم الإبن عروسة الروح القدس لذلك يقول لها تعالي من لبنان يا عروستي فتتكللين، مجد لبنان أعطي لها، هذا المكان الجميل نحن أبناء هذا الشعب، علينا أن نحافظ على هذا المجد، على هذا اللبنان، جمال هذه الطبيعة علينا أن نحافظ عليها، بجمال الإنسان، بجمال المجتمع، بجمال النظام السياسي، بجمال ثقافتنا اللبنانية، لذلك لا نستطيع أن نقبل ولا يوم أن هذا لبنان الجميل لا نقبل أن يكون مثلما هو الآن، نريد أن نحيي كل المعترضين- أينما كانوا- على تشويه لبنان، كل الذين يعترضون على تشويه البيئة في لبنان، كل الذين يعترضون على النفايات التي غطت هذا الوطن الحبيب، نضم صوتنا لهم من هذا الوادي المقدس ونناشد المسؤولين في لبنان أن يحافظوا على جمال هذا الوطن المجبول بصلوات القديسين، بدماء الشهداء، ليس لكم الحق التعاطي بالعمل السياسي وتشوهوا هذا اللبنان، لا بإنسانه ولا بأرضه ولا بمجتمعه ولا بنظامه السياسي وخاصة لا بثقافته وحضارته".
وتابع: "الوادي المقدس ينقسم الى ثلاثة أقسام: وادي مار أليشاع نسبة الى الدير القديم ثم وادي قنوبين ثم وادي قزحيا وصولا الى كعب الوادي الى دير حماطورة تجاه أرض الكورة. إنطلاقا من الأرز الى الأسفل كله إسمه الوادي المقدس الذي كان ملآنا بالحبساء والرهبان والشعب المؤمن ورأيتم من الجهة الثانية البيوت وكنيستين ولا تزال موجودة فيها الرعية الى اليوم ولكن قبلها ملآن محابس وأديار ومغاور، عاش فيها القديسون ونحن بنعمتهم وصلاتهم تمكنا من الوجود الآن هنا".
وبعد القداس دشن الراعي والمطارنة قاعة البطاركة الذين سكنوا في دير قنوبين من العام 1440 الى العام 1845 قبل الإنتقال الى المقر الصيفي في الديمان والتي ساهم في إنشائها يوسف وبول كنعان والد وشقيق النائب إبراهيم كنعان، وبعد رش المياه المقدسة وقص الشريط التقليدي جال البطريرك الماروني والحضور في القاعة واطلعوا على مخبأ البطاركة، وأكد الراعي على "أن البطاركة وعبر مسيرة نضالهم وتمسكهم بهذه الأرض رغم كل الإضطهادات، علمونا أن نتجذر في هذه الأرض ونتطلع منها للعلاقة مع الله".
اخترنا لكم



