أقيم في بلدة بريح الشوف مساء أمس، احتفال تسليم كنيستي البلدة، بعد انجاز إعادة اعمارهما من قبل وزارة المهجرين والصندوق المركزي للمهجرين، في حضور وزيرة المهجرين القاضية أليس شبطيني.
وقالت شبطيني: "أهلي في هذا الجبل المتآخي، إن الحكمة الدرزية الشريفة شددت في دعوتها التوحيدية على اتباع مسالك العرفان وحسن السلوك وصون الآداب والأخلاق، ومن هنا كان التلاقي الراسخ والدائم مع تعاليم الكنيسة المسيحية في سلوك درب الآلام والإحتكام لحكمة الرب والدعوة الدائمة لنبذ العنف وإحلال السلام والمحبة بين جميع البشر. منذ كان الجبل كان لبنان، ومنذ كان لبنان كانت هذه الصيغة الوطنية الجامعة التي ظللت بلاد الأرز ولم تزل بمزايا وقيم وخصائص إجتماعية فريدة وكان لها الدور الأبرز في الحفاظ على هذا الكيان الصامد والمتماسك، والتي شكلت عنصر مناعة في وجه شتى أنواع المحن والحروب ولأن إرادة العيش المشترك هي أقوى من كل الإرادات والنزاعات الفئوية الضيقة فيها".
أضافت: "اليوم نجتمع بفرح وسرور فوق هذه الأرض الطيبة في بريح العزيزة، لنؤكد معا على التمسك بأرض الآباء والأجداد والتعلق بالعادات والتقاليد الأصيلة المتوارثة جيلا بعد جيل حيث جرس الكنيسة والترانيم تتلاقى مع أصوات العبادة في خلوة الموحدين، وحيث أبناء العائلة الواحدة الذين تعاهدوا على بناء غد أفضل وعلى التأسيس لمستقبل مشرق مصممون على طي صفحة الماضي، فهنا مجالس العبادة والصلاة وخلوات الزهد والتقي والتأمل، وهنا أيضا كنائس التسامح والغفران وأديرة المحبة والعطاء فلا تخافوا على الجبل ولا تخافوا على لبنان لأن لا خطر يقوى على هذا التنوع الروحي المتآلف ولا فتنة تستطيع التغلب على وحدتنا وتماسكنا".
وتابعت: "لنا في هذا المجال وعبر التاريخ عبر وأمثلة ودروس وفي هذا السياق جاءت المصالحة التاريخية في قصر المختارة بين الزعيم الوطني وليد بك جنبلاط، وغبطة البطريرك صفير عام 2001 لنؤكد للجميع بأننا رواد سلام ولسنا دعاة حرب وإنقسام، وكان الثامن عشر من أيار عام 2014 يوم المصالحة التاريخية في بلدة بريح برعاية الرئيس العماد ميشال سليمان والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي وكل الفعاليات الروحية دليلا آخر على المصداقية التي نسعى لتحقيقها لتأسيس وطن آمن ومستقر للأجيال الطالعة. لأهلي في بريح أقول أطمئنكم بأننا مستمرون في السعي لتأمين الإمكانيات لإستكمال ما بدأنا به وهذا اليوم هو إنجاز كبير في مسيرة العودة حيث الكنائس عادت كما كانت وأكثر وورشة إعادة إعمار قائمة وبيت الضيعة عامر بالمناسبات والخطوات تلي الخطوات".
وأردفت: "في هذا المجال لن أشكر أحدا فكلنا قمنا بالواجب وكلنا ثابرنا وضحينا وأنتجنا وكان النتاج عظيما. ولكن أتمنى عليكم أن تصبروا قليلا لأن مالية الدولة تمر الآن بمراحل صعبة وإنما الوعود صادقة لتوفير ما أمكن وإن شاء الله خيرا".
وختمت: "أخيرا أقول إن المصالحة التاريخية التي أرسيناها معا إنما تعبر عن أصالة أهل الجبل وعن وحدة أبنائه وعائلاته الروحية، ونحن على ثقة تامة بأن لبنان الحر السيد المستقل سينهض من جديد وسيكون لنا رئيس للجمهورية شاء من شاء وأبى من أبى لأن ذلك من حقنا الدستوري ومتعلق بالحفاظ على كرامة هذا الوطن الذي سيعود من جديد منارة في هذا الشرق وسيبقى على الدوام إشعاع نور وعلم وثقافة وملتقى لجميع الأديان والمذاهب والحضارات. عشتم وعاشت بريح وعاش لبنان".
وفي الختام قدم كيوان باسم لجنة الوقف درعين تقديريتين الى شبطيني والهبر، ثم دعي الجميع للمشاركة في عشاء قروي بالمناسبة.
اخترنا لكم



