عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعرضت الاوضاع في لبنان من مختلف جوانبها، وأصدرت في نهاية الاجتماع بيانا تلاه النائب محمد الحجار توجهت فيه الكتلة الى "اللبنانيين عموما والمسلمين على وجه الخصوص بالتهنئة بحلول شهر رمضان المبارك، الذي يتطلع اللبنانيون أن يحمل معه آمالا بأن يتجاوز لبنان المصاعب التي ما يزال يتخبط بها وفي مقدمها محنة استمرار شغور منصب رئيس الجمهورية وما يتركه هذا الشغور من تداعيات خطيرة على لبنان واللبنانيين على مختلف المستويات الاقتصادية والمالية والامنية والسياسية والاجتماعية".
وأكدت الكتلة "تمسكها بضرورة التوجه لانتخاب رئيس الجمهورية، بما يعني رفع سيف التعطيل الذي يشهره حزب الله عبر سلاحه غير الشرعي الذي يقبض فيه ومن خلاله على أنفاس الجمهورية"، مشددة على "دعوتها جميع القوى السياسية للعمل الجدي لانتخاب رئيس الجمهورية الذي يجب ان يحظى بدعم اللبنانيين ويكون عنوانا لاجتماعهم لا سببا لتفرقهم ويقوم بدوره في حماية الدستور وفي إعادة الاعتبار للدولة ومؤسساتها والتصدي للمؤامرات والمخاطر ولا سيما إزاء تلك التي يتعرض لها لبنان في ظل هذه الاوضاع الخطيرة والمتدهورة والمشتعلة في المنطقة".
كما أكدت "تمسكها بالثوابت والمبادىء الاساسية التي طالما ارتكزت اليها في مبادئها وعملها وتطلعاتها، وهي الحفاظ على السيادة والحرية والاستقلال والدفاع عن صيغة العيش المشترك بين اللبنانيين ومبدأ المناصفة بين المسلمين والمسيحيين ومبدأ التداول السلمي للسلطة واحترام النظام الديمقراطي القائم على مبدأ الفصل بين السلطات وتوازنها وتعاونها، واحترام الحريات العامة والخاصة، والمحاسبة على أساس الأداء وإعادة الاعتبار للكفاءة والجدارة، وحماية حقوق الانسان للوصول الى الدولة المدنية القوية القادرة والعادلة، والعمل على تطبيق ما لم يطبق من اتفاق الطائف، والسعي إلى تعزيز علاقات لبنان العربية الاخوية التي كانت الدول العربية الشقيقة ساهرة وعاملة وداعمة باستمرار للبنان في مواجهة المحن التي مر بها في جميع المراحل الصعبة التي شهدها".
وجددت تأكيد "تمسكها الكامل والحاسم والنهائي بالمحكمة الخاصة بلبنان ودورها في إظهار الحقيقة وحماية حقوق الشهداء وعائلاتهم، من أجل حماية مستقبل الحياة السياسية في لبنان عبر التمسك بمبدأ عدم إفلات المجرمين من العقاب".
وتوقفت الكتلة أمام "الدور الكبير والهام الذي لطالما قامت به المملكة العربية السعودية في لبنان وفي مختلف العهود المتعاقبة على الدوام وحتى الآن"، مشددة على أن "الشعب اللبناني لن ينسى الدور الكبير والاستثنائي للمملكة العربية السعودية في الدفاع عن استقلال لبنان وسيادته وسلمه الأهلي وعن صيغته الفريدة وفي مساعدته والوقوف الى جانبه في شتى المجالات السياسية والامنية والاجتماعية والاقتصادية والمالية".
وذكرت أن "المملكة العربية السعودية وقفت الى جانب لبنان ابان المحنة اللبنانية الداخلية وعلى مدى سنواتها وهي التي انطلقت في السبعينيات، وحيث عملت المملكة على دعم وانجاح كل المبادرات الوفاقية لكي يتمكن لبنان من الخروج من أزمته وواكبت كل مشاريع الحلول ومبادرات الحوار وكذلك إعادة الإعمار برعاية مباشرة من المسؤولين فيها وفي مقدمهم الملك فهد بن عبد العزيز وبعده الملك عبد الله بن عبد العزيز وما زالت مستمرة في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز. وكذلك الدور الاستثنائي الذي قام به وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، وهي الجهود التي تكللت بالاتفاق التاريخي في الطائف الذي تمت فيه اعادة صياغة وتجديد الميثاق الوطني اللبناني الذي تحول دستورا وأنهى الحرب الداخلية اللبنانية".
ولفتت الكتلة الى أن "اللبنانيين لا ينسون كذلك للمملكة العربية السعودية الدور الكبير التاريخي والهام الذي قامت به بقيادة ومتابعة الملك عبد الله بن عبد العزيز في مساعدة لبنان اثر العدوان الاسرائيلي في تموز 2006 وفي مساعدة لبنان واللبنانيين على اعادة اعمار ما هدمه العدوان ومن دون اي تفرقة بين لبناني وآخر، أو منطقة وأخرى، وكذلك في ما قامت به حتى الآن لدعم الجيش اللبناني ولقواه الأمنية".
وأشارت الى أن "واجب الصدق والصراحة والوفاء والانصاف للتاريخ يقتضي الاعتراف بما كان للمملكة العربية السعودية من أياد بيضاء على لبنان وعلى اللبنانيين ولا سيما أيضا على اللبنانيين الذين شاركوا ويشاركون بنهضة السعودية وتقدمها على مدى عقود طويلة ماضية".
وأعادت تأكيد "التمسك القوي بالعلاقة الأخوية والوثيقة التي تربط لبنان بالمملكة العربية السعودية والمسؤولين فيها الذين قرنوا مواقفهم بالعمل والفعل الإيجابي وليس بالقول فقط، وحرصوا على الوقوف إلى جانب ما اراده ويريده الشعب اللبناني من حرية وسيادة واستقلال وما يخدم مصالحه ومصالح أبنائه ويصون استقلاله ويعزز وحدته".
اخترنا لكم



