الآن وبعدما أسدل الستار على مسرحية "الحرب البلدية والإختيارية اللبنانية"، فقد "ذاب الثلج وبان المرج"، وتبين للقاصي والداني أن معظم المعارك الإنتخابية البلدية كان وراءها هاجس "البوانتاج" وإحصاء البلديات التي تدين بالولاء للأحزاب والتيارات والشخصيات السياسية، حتى لقد انتقلت العدوى إلى الإنتخابات الإختيارية! وبالتالي غابت المنافسات التي يتم خوضها وفقاً لقواعد الكفاءة والخطط والبرامج والإنماء.
قريباً تبدأ مجالس البلديات الجديدة عملها، وتعود الحرتقات والإصطفافات الضيقة مجدداً إلى الواجهة، ويبدأ "موّال النقّ" حول نقص الموارد المالية والتقصير في توزيع أموال وعائدات الصندوق البلدي المستقل في وزارة الداخلية والبلديات، وتضارب الصلاحيات مع الوزارات والمحافظين والجهات الأخرى، وتعود "الوشوشة" و"القيل والقال" والحديث عن الأخطاء والتجاوزات والهدر والمخالفات والمحاباة والصفقات والرشى ... ويواكب هذا كله البيانات والمؤتمرات الصحفية والإستقالات الإحتجاجية لبعض أعضاء المجلس البلدي الساخطين والمعترضين و"الحردانين"، وبهذا "تستعيد حليمة عادتها القديمة" بانتظار انتخابات عام 2022 حيث نكرر ما حصل ويحصل، ينتقد الناس، ويدينون، ويهاجمون، ويسخطون ... ثم حين يحين أوان الإقتراع للتغيير ... يستنكفون، وفي بيوتهم يجلسون!
يبقى لنا أن نغني مع السيدة فيروز "يا رئيس البلدية .. خْطَيِّه وميّة خْطَيِّه" ونضيف .. "بلديتكم كريمة .. كل يوم عندا عزيمة"!
اخترنا لكم



