المحلية

ليبانون ديبايت
الاثنين 25 نيسان 2016 - 11:22 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

هذا انا جورج نادر.. مرحلة إعادة التنظيم والتدريب الإحترافي - الحلقة التاسعة والعشرون

هذا انا جورج نادر.. مرحلة إعادة التنظيم والتدريب الإحترافي - الحلقة التاسعة والعشرون

ليبانون ديبايت - الحلقة التاسعة والعشرون من مذكرات العميد الركن المتقاعد جورج نادر

إنتهاء معركة نهر البارد لا يعني إنتهاء الحرب، فلبنان بجغرافيته السياسية وديموغرافيته و"خصوصيات" الطوائف والمذاهب، بالإضافة إلى وجود اللاجئين الفلسطينيين بأعداد كبيرة على أرضه، جرّاء إحتلال فلسطين وقيام دولة الإرهاب على أرضها، كذلك الإرهاب العابر للحدود، كل ذلك يجعل من الوطن الصغير عرضةً لرياح الفتن والثورات والحروب، لذلك يقتضي وضع خطّة وطنية شاملة لحماية الوطن من الأخطار الخارجية والداخلية بالإعتماد على عماد الوطن: الجيش، تسليحه وزيادة عديده وتدريبه للتمكّن من القيام بمهامه الوطنية.

قبل اي عمل تنظيمي أو تدريبي قمت بزيارة ذوي الشهداء ال42 من أقصى الجنوب إلى الشمال والبقاع، كوني لا أعرف أكثرهم لأنهم إستشهدوا قبل إلتحاقي بالفوج، تعرفت على أهلهم ووقفت على إحتياجات الأباء والأمهات الثكلى والأرامل والأيتام، وفي كل بيت من تلك البيوت الكريمة كنت أسمع طلباً واحداً: "خيو بيقاتل مطرحو.. نحنا كلنا للجيش"

عدت بعد ثلاثة أيام مفعماً بالعزّة والفخر بشعب لا يخاف الموت، بأناس موجوعين يعضّون على الجراح، متناسين خساراتهم الجسيمة وكل ذلك : "فدا الجيش والوطن"، لذلك أقمت إحتفالاً في ثكنة الفوج في غوسطا لتكريم الشهداء والمدنيين الذين دعموا الجيش في معركته، وكان لذلك وقع كبير في نفوس الأهالي والحضور الذين زادوا تصميماً على دعم ومساندة جيشهم في كل الظروف.

منذ عودتنا من نهر البارد شكّلت لجنة تقييم المعركة وتحديد نقاط القوة والضعف وتحديد النواقص والحاجات، وخلُصت اللجنة بعد شهر من العمل الدؤوب إلى ما يلي :
• النقص الحادّ في إختصاص " قوات خاصّة " في الفوج، إذ أن عدد العناصر الذين تابعوا دورات خاصة كان ضئيلاً جدّاً.
• النقص الكبير في إختصاص "قنّاص" و "هندسة قتال" و "إسعاف ميداني".
• التمرّس على القتال بالوحدات الصغرى: مستوى حضيرة وفصيلة.
• عدم وجود وحدة للإستطلاع الميداني.
• النقص الهائل بالتجهيزات الخاصّة: أكثر البنادق الفردية قديمة ومستهلكة نوع م16، البنادق القنّاصة، المناظير النهارية والليلية، عتاد هندسة القتال، عتاد الإسعاف الميداني.
• النقص في أسلحة الدعم المباشر: الهواوين 120 ملم و 81 ملم والمدافع والصواريخ المضادّة للدروع ومدافع المدرّعات.
بالخلاصة : يحتاج الفوج للتدريب الميداني التخصّصي والعتاد على المستويات كافة.

بدأت ورشة التدريب الإحترافي وتحقيق العتاد الضروري للقتال، قبل ذلك كانت الإختصاصات الضرورية في الفوج كما يلي:
قوات خاصة: 7.2%
صفر % قنّاص
1.4% مسعف ميداني متقدّم
5% هندسة قتال
صفر % إستطلاع ميداني
صفر % تقفّي الأثر

أُلحق بالفوج فريق تدريب من القوات الخاصة الأميركية التابعة للمنطقة الوسطى SOCCENT من أفغانستان حتى مصر جنوباً ( كما تحدّدها القوات الأميركية ) وبدأ تدريب وحدات الفوج مداورة.

الكميّات الكبيرة من الذخيرة على مختلف أنواعها التي كان يصطحبها كل فريق تدريب أكسبت العسكريين الثقة بالنفس بإستعمال السلاح والتعايش مع الخطر بالرمايات والتمارين بالذخيرة الحية.

أعيد تنظيم سرايا القتال :
في كل حضيرة قتال: قنّاص، مسعف ميداني متقدّم، عنصر هندسة قتال، متقفّي الأثر.
فصيلة دعم ناري مباشر في كل سرية قتال لتأمين الدعم العضوي بالنار لكل سرية.

دورات "مغوار" و "مجوقل" و "معلم هبوط" و "آمر فصيلة للرتباء" والدورات الخاصة في الخارج للضباط المناورات والتمارين التكتية بالذخيرة الحية التي تنفّذها السرايا دورياً، أكسبت الرؤساء على المستويات كافة، الخبرة في قيادة وحداتهم في اثناء القتال، ويكفي شهادة قائد القوات الخاصة الأميركية في المنطقة الوسطى اللواء CHARLES CLEVELAND في أثناء إحدى زياراته التدريبية للفوج :
"إن فوجك قد صُنّف الأول بين قوات الحلفاء" والحلفاء يعني بها كل الجيوش التي تستفيد من تدريب القوات الأميركية في المنطقة الوسطى".

لكن التدريب المتواصل، كان يتوقّف أحياناً و "يُعرقل" أحياناً أخرى بسبب الأوضاع الأمنية التي إستجدّت في مختلف المناطق بدءأً من طرابلس: بين جبل محسن وباب التبّانة، والبقاع: بين سعدنايل وتعلبايا، وعكار وبيروت بين الأحياء التي تتنازع السيطرة عليها الأحزاب والقوى المتخاصمة: تيار المستقبل، حركة أمل، حزب الله، الحزب السوري القومي الإجتماعي.. ألخ.

وما زاد من تعقيد الوضع العملاني، عدم التوصّل إلى إنتخاب رئيس للجمهورية خلفاً للرئيس الممدّدة ولايته إميل لحود، ثم إستقالة عدد من الوزراء من حكومة الرئيس "السنيورة"، وأصبحت البلاد بلا رأس، وحكومة يعتبرها البعض غير شرعية، والبعض الآخر شرعية وتحلّ مكان رئيس الجمهورية الشاغر منصبه.

لكن الضربة الموجعة التي تلقّاها الجيش كانت إغتيال مدير العمليات في الجيش العميد الركن فرنسوا الحاج في بعبدا، على بعد بضع مئات من الأمتار عن وزارة الدفاع، وذلك في 12/12/2007.

(في الحلقة المقبلة إستشهاد اللواء فرنسوا الحاج)

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة