حديث الجسر

ليس مقبولا الاستهزاء بالناس وطبائع المجتمعات وعاداتها وتقاليدها ومعتقداتها وأديانها.
إثر الزيارة التاريخية للملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية مؤخرا إلى مصر وهي زيارة شديدة الأهمية بنتائجها وبما أسفرت عنه من مشاريع تعاون واتفاقيات استراتيجية تصب في مصلحة البلدين - وبالأخص مصر - وتشمل فوائدها الدول العربية قاطبة، نجد أنه بدل أن ينشغل الناس وبالذات في مصر بالجوانب الإيجابية لتلك الزيارة ويتعايشوا إيجابيا معها ومع نتائجها، شغل البعض أنفسهم بالسخرية والاستهزاء والتهوين والتقليل لبلد جار وشقيق تجمعهم معه أواصر الدم والدين واللسان والكثير المشترك.

لا بأس في الظرف والفكاهة والممازحة، ولكن ليست في كل الظروف ولا في كل الأوقات ولا كل المناسبات، أما الاستهزاء والسخرية والحط من شؤون الآخرين، فهو أمر مرفوض على الدوام ولا يجوز في أي حال من الأحوال.

إن الشعب المصري أجلّ وأكرم من أن يصوّب سهامه إلى صدور من مدّوا إليه أيديهم وجاؤوا إليه بصدور مفتوحة مفعمة بالمحبة والخير والسلام، ولكنها الآلة الإعلامية الحاقدة التابعة للحاقدين على مصر والذين يناصبونها العداء ويتمنون سقوطها ويريدون عزلها عربيا ودوليا انتقاما وثأرا (لحقهم المزعوم) في حكم مصر والذي أسقطه الشعب في أمواج بشرية ذات هدير مدو سمعه قاصي الأرض ودانيها، ورأته عيون البشر في الأعالي والأقاصي وتحدثت به الألسنة وحفظته كتب التاريخ ورصدته الكاميرات ووثقته، ولم ينكره إلا مكابر جحود وذو قلب أسود حسود.

إن الجسر المزمع إنشاؤه والرابط بين السعودية ومصر والذي جرى الاتفاق على إنشائه بين القيادتين السعودية والمصرية، لن يكون هو البوابة الأولى ولا الوحيدة التي سيدخل منها السعوديون إلى مصر أفواجا أفواجا برواحلهم ونوقهم وظعائنهم لينيخوها على شواطئ البحر المصري، كما صور البعض وهزأ وأظهر صورا مركّبة من باب الاستهزاء والسخرية، فأبواب مصر من مطارات وموانئ، مفتوحة للسعوديين ولغيرهم منذ القديم، ولن يكون الجسر بالتالي هو المنفذ الوحيد لدخول السعوديين إلى مصر، حتى يستهزئ المستهزئون ويتندروا.

إن كبار النفوس لا يكترثون بصغارها وصغائرهم، لذلك ستطحن الأيام أولئك المستهزئين الحاقدين وستذروهم ترابا تدوسه الأقدام، وسيبقى ما ينفع الناس.

Select

Select

Select