مختارات

الأحد 10 نيسان 2016 - 07:56 الراي

فضيحة رشوة و... تزوير!

placeholder

عندما تقرأ عن نوايا التطوير والتنمية وفي الوقت نفسه تقرأ عن خبر رشوة والحديث عن تزوير وغش في تنفيذ المشاريع، تشعر وكأنك جالس على شاطئ البحر تخط بيدك في وقت تكون فيه المياه قراح «ثبر» ما تسمع وتقرأ عنه، وما أن تعود المياه إلى سجي «مد»، تصيح بأعلى صوتك: ما هو مصير ما خطته يمينك على رمل الشاطئ؟

يذهب وكأنك لم تكتب شيئا... وهذه حالتنا على الصعيد المحلي.

يعتقد البعض ان الإصلاح آت ونحن معه لأنه آت لا محالة، لكن تقديره عند المولى عز شأنه.

في السابق كان الضرب من تحت الحزام وكان هناك فساد ورشوة، وعندما اختلف التوقيت وتغيرت المفاهيم أصبحت الأمور على المكشوف، أو كما يقولون «على عينك يا تاجر» بالصوت والصورة.

الاختلاف هنا في النسبة والتناسب... ففي السابق كان من يعلم «المستور» قلة والتعداد كان قليلا، أما الآن فتشعبت الأمور وازداد عدد اللاعبين وتغيرت مواقع البعض منهم وتبدلت الثقافة لدى البعض، وما ساعد على ذلك دخول مواقع التواصل الاجتماعي على الخط حيث استغلها أصحاب المصالح لخدمة مصلحتهم وحماية «ربعهم»، وفي المقابل ظهر المواطن الغيور لكشف ما يراه من اعوجاج.

عندما لاحظت عمل ريتويت لمتابع في موقع «تويتر» لمقال نشر في «الراي» بتاريخ 12 يناير 2015 وعنوانه «عام 2015 وأهمية القيادة الأخلاقية»! أدركت أن هناك من يحتفظ بما نكتب ويفهم ويقدر الحاجة للقيادة الأخلاقية التي من وجهة نظري المدخل للوصول إلى الإصلاح المطلوب بلوغ غاياته.

تستطيع أن تضرب من تشاء وتطعن بأي شيء حتى على المستوى الشخصي، وتعلق سلبا وإيجابا على أي خبر أو موضوع تقع عيناك عليه٬ لكن الثابت من منظور العملية التحولية أن الحقائق لها معيار واحد وتقاس عبر مسطرة مستقيمة كأسنان المشط!

والعملية التحولية تبدأ من السواد الأعظم... فمتى ما استوعب الجميع إننا بحاجة إلى الاعتراف بوجود رشوة وتزوير حتى في مفاهيمنا الثقافية وإننا بعيدون كل البعد عن الأصل (الحق) المراد اتباعه ونبذنا أي مؤثر يقربنا من القبلية والتحزب وتمسكنا بمفاهيم الوطنية الصرفة التي لا تقبل التأويل، عندئذ نستطيع أن نقول ان الأحلام (الرؤى) قابلة للتطبيق.

مفاهيم وطنية فيها الحق يراد أن يتبع... وفيها «المناورات السياسية» لا تمر مرور الكرام من دون محاسبة.

مفاهيم وطنية يتمسك بأدواتها وسبل تطبيقها رجال دولة افتقدناهم... رجال أصحاب نظرة ورؤية مستقبلية ترسم آمال المواطن البسيط على نماذج إلكترونية قابلة للتطبيق ويتابع تطبيقها من يؤمن بأهمية العمل الدؤوب المخلص وإن وجد تجاوزاً أبلغ عنه... والمتجاوز يحاسب على الفور.

يبدو ان الكتابة على رمال الشاطئ مزعجة إلى حد كبير... إنها كتابة تمحوها المياه عند حالة السجي «المد» وكثرة المد والجزر زادت من حالة التيه التي نعيشها.

فهل نحن مقبلون على عهد جديد؟ كيف ومتى: الله أعلم !... والله المستعان.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة