متفرقات

الوكالة الوطنية للاعلام
الأربعاء 16 آذار 2016 - 20:27 الوكالة الوطنية للاعلام
الوكالة الوطنية للاعلام

درباس: الديموغرافيا العربية في خطر

placeholder

نظمت جامعة بيروت العربية اليوم، مسابقة الالقاء باللغة العربية لطلاب الجامعات في دورتها التاسعة بعنوان "اللجوء أمان أم مأساة"، برعاية وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس وحضور رئيس الجامعة البرفسور عمرو جلال العدوي وأعضاء اللجنة الفاحصة التي ضمت: بسام براك، صلاح سلام، ماغي فرح والمتسابقين وأهاليهم وأساتذة وطلاب.

والقى درباس كلمة أعرب فيها عن "خشيته من أن الديموغرافيا العربية في خطر، مستشهدا ب"صورتي الطفلين محمد الدرة وإيلان"، وقال: "أحسب أن السببين الذين حملا البروفسور عمرو جلال العدوي على إنتدابي لهذه المهمة هما علمه أنني من أبناء العربية المخلصين لابجدها طلاوة لفظ وفصاحة تعبير وكوني في الوقت عينه مسؤولا عن ملف اللجوء السوري فتحية للرئيس وللجامعة وللفكرة معا".

أضاف: "أول ما يتبادر الى قلمي في هذه المناسبة، نص كنت كتبته من قبل أقول فيه أننا أبناء اللغة نتقيد بقواعدها ونتأدب بآدابها وننهل من معاجمها ومجامعها، فلسنا إذا آباءها ولا أمهاتها قطعا وهي إذا كانت أما رؤوما فعلينا أن نكون أبناء بررة وأن نرعى حرمتها، نعم إن اللغة أم فكيف يقال لها أف، أم أم تنهر وتعق أمومتها الحنون، بيانها الناصع جرى في عروق الاجيال كابرا عن كابر فإجتمعت على اللسان والجنان وسالت بأعناق بلاغتها السطور وعبرت على جسر مفرداتها ثقافات الشرق القديم الى العالم المعاصر".

وتابع: "هذا الميراث الحضاري العابق بالثراء يحتم علينا أن نمد روح اللغة على الدوام بمعطيات الحداثة لتجري في عروقها دورة الحياة المعاصرة وأن نجدد من أثوابها حين نحملها ما يراودنا من شعر أو نثر وأن نرعى على الدوام نقاء الاثواب الجديدة من كل مزقة أو لطخة او هلهلة".

وأردف: "لسنا في هذا بمبتدعين فالعربية كانت في زمن ما لغة الحضارة العالمية وكان التضلع منها ميزة المثقف والعالم والاديب والفيلسوف وهي إستطاعت أن تروض الالفاظ الاعجمية التي وفدت اليها وتضبطها وفق مقاييس بلاغتها وأن تستوعب في جهازها الادبي والعلمي المعاني التي طرأت على تفتح سلطانها الثقافي وتمزج في فضائها الرحيب عناصر كثيرة من حضارات أخرى تفاعلت معها وبها وأنتجت إثر هذا كله ثقافة رائدة جعلت العالم القديم بأجمعه يحيا حينذاك في العصر العربي. ذلك لان العربية في قدرتها على الاشتقاق والتوالد لا تضاهيها أية لغة أخرى".

وقال: "يقودني هذا الى أن قواعد اللغة أوعية الفكر، فإذا كان الوعاء معطوبا تسرب الفكر منه فسال ثم تبخر في فراغ هباء. ولغتنا التي يقوم نحوها أساسا على ركيزتي البناء والاعراب أو السكون والحركات إنما جعلت فيه الحركات أسبابا أو إذا شئتم هي المعاني نفسها في صورة من الصور حتى لينحرف مسار التعبير عن مداره ويزل القول عن صهوة حروفه معفرا بغبار السطور، إذا إنحرف اللسان من ضمة الى فتحة أو كسرة كما نسمع كثيرا في هذه الايام".

أضاف: "يتباهى بعضنا في التبحر بلغات قوم آخرين والادمان على إستعمالها اليومي معللين الامر بالسطوة الحضارية وإنعكاسه على مناحي الحياة المعاصرة، لكن هؤلاء يتناسون أن اللغة هوية المرء وأن أحدا لا يستطيع أن يفكر بغير الابجدية التي ولد في حضنها وإنساب خريرها في سواقي سمعه منذ الطفولة وأنه في إستعماله لغة أخرى يبقى مشدودا الى وعيه الاول كالانهر الى ينابيعها والاشجار الى جذورها على أنه يبقى من الخطأ الجسيم المعادل لسوء النية كما يقول أهل القانون أن يكون العلم باللغات الغريبة مدعاة الى الجهل باللغة الام والتنكر لها ونسيانها".

وردد درباس أبياتا لحافظ إبراهيم يقول في مطلعها"أنا البحر في أحشائه الدر كامن"، مضيفا أنه "في هذا الزمن العربي الممزق الذي يسوده حوار الدم والنار والقبضات الصماء، وتسقط على رصيف حروبه قوافل اللاجئين الهاربين الى أمن وسكينة ورجاء، تأتي هذه المبادرة لتقول لنا بالعربية الفصحى أن اللغة هي النسب الذي يؤلف بيننا وهي سبيلنا الارقى الى التخاطب والتباري والاجادة، وهي للاجئين تحديدا الوطن الذي يطمئنون فيه بإنتظار العودة الى ديارهم وبيوتهم".

وختم بقول للشاعر عبد الكريم شنينة: "الحروف التي فطرنا عليها هي منا الارواح في مسراها، يجدر بكم أن تولوا وجوهكم شطر بياننا الآسر وتنقذوا حروفنا من غبرة الرفوف".

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة