أكد الرئيس سعد الحريري أن "إنتخابات رئاسة الجمهورية هي الحل لمعظم المشاكل القائمة"، وقال: "نحن نريد انتخاب رئيس للجمهورية أيا يكن، ولن نلجأ إلى خيار تعطيل النصاب الدستوري، ونأمل أن تزول العقبات وننتخب رئيسا في النهاية".
وأشار الحريري خلال استقباله وفدا موسعا من رؤساء بلديات ومخاتير منطقة عكار القيطع في "بيت الوسط" بعد ظهر اليوم إلى أن "الإنتخابات عملية ديموقراطية"، وقال: "نحن سنسير فيها حتى النهاية، فهناك أطراف ينادون بالديموقراطية، ويطالبون بإجراء الانتخابات البلدية. وفي المقابل، يعطلون إجراء الانتخابات الرئاسية علنا، كأن انتخابات الرئاسة لا تطالها الممارسة الديموقراطية".
أضاف: "موقفنا واضح سنحافظ على هذه الحكومة لأننا لا نريد فرط البلد، ونحن مع انتخابات رئاسية اليوم قبل الغد ونؤمن بالحوار ومستمرون فيه".
وخاطب الرئيس الحريري الوفد بالقول: "نحن وإياكم سنكمل مسيرة رفيق الحريري، مسيرة العيش المشترك بين جميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، سنكمل بمسيرة الاعتدال، فالاعتدال هو موقف وممارسة فعلية، وليس كلاما للاستهلاك. الاعتدال هو التعاطي مع الأطراف الآخرين بالتساوي، انطلاقا من حقوقهم وواجباتهم، والتعبير عن الرأي بحرية والاستماع إلى الآخرين والأخذ بملاحظاتهم وهواجسهم وليس تجاهلها والقفز فوقها".
أضاف: "الاعتدال هو ضد التطرف، والتطرف ليس من جهة واحدة أو طائفة أو مذهب معين. هناك من يحاول حصر التطرف عند أهل السنة، ولكن هناك تطرف في كل لبنان أيضا، ولدى العديد من الأطراف، سواء أكانوا سنة أم شيعة أم مسيحيين. هذا البيت هو بيت رفيق الحريري، بيت الاعتدال".
وجدد الحريري تأييده ودعمه ل"إجراء الانتخابات البلدية في مواعيدها المقررة"، لافتا إلى أن "تعاطي تيار المستقبل مع جميع المرشحين سيكون بالتساوي، ولن ينحاز إلى أي شخص أو مرشح دون الآخر، وسيترك الأمر لأبناء عكار لاختيار من يرونه ملائما لتمثيلهم في المجالس البلدية المقبلة".
وقال: "يتساءل البعض منكم لماذا نسعى إلى تسويات سياسية سواء أكان في انتخابات رئاسة الجمهورية أم غيرها؟ أنتم ترون ما يحصل حولنا وخصوصا في سوريا، ومن واجباتي ألا أجعل لبنان على صورة ما يجري في سوريا، وواجبي أن أحمي لبنان من الحريق المشتعل من حولنا. نحن ربطنا النزاع مع حزب الله من خلال تشكيل الحكومة الحالية، والكل يعرف موقفنا من الحزب وإيران، وهو موقف واضح جدا. هناك من يتساءل لماذا أنتم مستمرون بالحوار وماذا استفدتم منه؟ نحن مستمرون بالحوار مع خصومنا، وليس مع حلفائنا لأن هناك مشكلا حقيقيا بيننا وبينهم ونعمل على حله.
أضاف: "لن أدع الفتنة تحرق البلد، والموضوع السني - الشيعي في البلد بالنسبة إلي خط أحمر، ولكن إذا كانت هناك أطراف تريد تخطي هذا الخط الأحمر ساعتئذ سيكون هناك كلام آخر. نحن متمسكون بسياسة الاعتدال والصبر والعقلانية بمعالجة المشاكل والأمور في الحكومة، كما كان رفيق الحريري تماما".
وتطرق الحريري إلى "قرار دول مجلس التعاون الخليجي باعتبار حزب الله منظمة إرهابية" وقال: "هناك من يستغرب هذا الإجراء، ولكن بعد ممارسات وارتكابات حزب الله في اليمن وسوريا والعراق وما يحاولون القيام به في البحرين والكويت والسعودية ودول أخرى، أتت ردود فعل دول الخليج على هذا الشكل".
اخترنا لكم



