«المحكمة العسكرية الدائمة» قولاً وفعلاً، فقاعتها باستمرار تضج بالمفاجآت ولا سيما في زمن الامراض السارية التي ضربت شريحة كبيرة من ادمغة الشباب اللبناني، الا وهي الافكار التي تبثها التنظيمات الارهابية التكفيرية بحجة الدفاع عن الدين، فسارت قوافل من الشباب اللبناني وراء رايات هذه التنظيمات، منهم من ايد ومنهم من شارك في القتال والذبح والبعض الآخر دفعته الحاجة المادية الى الانخراط في صفوفها، ومنهم من اعلن توبته بعدما ذاق مرارة الفتاوى التي يصدرها امراء هذه التنظيمات، لكن تبقى هذه المبررات رهن الاستجوابات التي تجريها المحكمة العسكرية التي يرأسها العميد الركن الطيار خليل ابراهيم والتي تظهر الخيط الابيض من الاسود لا سيما ان رؤوساً كبيرة اصبحت في قبضة القوى الامنية اللبنانية، وحولت ملفاتها الى المحكمة العسكرية الدائمة وبدأت الاحكام تصدر تباعاً على حق هؤلاء، وفي وقت قياسي نسبة الى عدد الملفات والموقوفين في آن معاً.
البارحة كان يوم احمد احمد غازي كسحة» الذي توجه اليه العميد ابراهيم بالقول «شخص مثلك شاغل الاجهزة الامنية كلها ولا يعرف احمد ميقاتي واسامة منصور وشادي المولوي»؟ وذلك بعد ان نفى المتهم معرفته بقيام المتهمين باعمال ارهابية والذين لمع نجمهم في سماء لبنان .
كسحة اوقف في 24 -9-2015 ومعروف بلقب »أبو عمر« من خلال كمين نصب له على حاجز المدفون، لدى مغادرته الشمال في اتجاه بلدة مجدل عنجر في البقاع، وقد اعترف الموقوف في وقت سابق وفق بيان مديرية التوجيه في الجيش اللبناني بأانه قام بنقل مطلوبين ومقاتلين وأسلحة ومتفجّرات لمصلحة الميقاتي من التبانة إلى عاصون، تنفيذاً لمخطّط الأخير في إقامة مربّع أمني في الضنية. كما اعترف بمشاركته إلى جانب الموقوف بركات وآخرين في استهداف مراكز الجيش يومي 25 و 26/10/2014 في أسواق طرابلس، وذلك إثر توقيف الميقاتي وبالتزامن مع قيام مجموعة الموقوف خالد حبلص بالاعتداء على مراكز الجيش في بحنين والتبانة. وبعد سيطرة قوى الجيش على الوضع، توارى الموقوف كسحا عن الأنظار مستخدماً أوراقاً ثبوتيّة مزوّرة باسم أحد السوريين.
وفي معلومات تم تداولها عبر وسائل الاعلام ان كسحة تعرف الى منصور والمولوي وبدأ يقاتل ضمن مجموعتهما، كما كان مقربا من أحمد الميقاتي (أبو الهدى) وإبنه محمد (أبو هريرة). وكان كذلك ضمن المجموعة الأساسية التي خاضت معارك الأسواق ضد عائلة النشار، وبعدها ضد الجيش اللبناني في تشرين الأول 2013، ثم انتقل من الأسواق الى التبانة وانضم الى مجموعة منصور ـ المولوي، قبل أن يتوارى عن الانظار حيث وردت معلومات انه بايع «داعش» بعد ان قصد سوريا والتقى «ابو مالك التلي».
كسحة الذي استجوب في حضور وكيله المحامي سامر درباس لم يرد كتاب توقيفه الى المحكمة العسكرية للاطلاع على افادته الاولية الا ان معظم ما ورد في افادات بعض الموقوفين كان كافياً وفق رئيس المحكمة لاستجواب كسحة، الذي على الرغم من رباطة جأشه، كانت لديه خشية كبيرة حاول السيطرة عليها وبدا هذا الامر في عينيه إذ كان يراقب كل ما يدور حوله لكن اللافت ان كسحة رغم ما اسند اليه والاعترافات الجزئية التي ظهرت على الاعلام انكر معرفته بجميع من تعامل معهم، لدرجة انه اكد انه لم يسمع باسمائهم، وكذلك بالنسبة لباقي الموقوفين ال10 المتهمين باطلاق النار على دورية للجيش اللبناني في ساحة النور، فيما اخترقت رصاصة خوذة احد الجنود في حين اصيب آخر برجله حيث اكد فقط انه يعرف زياد علوكي، وان علاقته بـ«ابو الهدى» كانت فقط تتعلق بالسلاح اذ اشترى الاخير منه بندقيتين بعد ان تعرف اليه في المسجد، غير انه لا يعرف اسمه الحقيقي، ولكن بعد اصرار العميد على سؤاله عن الامر لاسيما وان ما من احد في طرابلس لا يعرف احمد ميقاتي، اشار الى انه علم فقط انه من عائلة الميقاتي كما انه لم يسمع بالعلوكيات ولم يستعملها، فتوجه اليه العميد بالقول «جايبينك بالغلط بدوا يكون ظالمينك» .
وبسؤاله عن سبب هروبه وتجوله بجواز سفر مزور باسم محمد ملحم، كونه علم بانه مطلوب في احداث طرابلس التي شارك في جولتين قتاليتين فيها اثر الانفجار الذي تعرض له مسجد التقوى، وهو لا يعرف منصور او المولوي، وقد سأل العميد كل متهم على حدى عن مدى معرفته بكسحة، فأكد علوكي (وكيله المحامي رشاد العلي) انه يعرفه في الشكل في حين انكر كل من المتهمين عبد الله الجغبير (وكيله المحامي فواز زكريا) وعبد الله الصباغ (وكيله المحامي العلي) ومحمود الحلاق (وكيله المحامي زكريا) وعمر الديك (وكيله المحامي عارف ضاهر ) ووائل عوض وكيله المحامي محمد مصقلة ومدحت الاحدب (وكيله المحامي هادي المصري) معرفتهم به في حين اكد فيصل البيروتي (وكيله مصقلة) انه تفاجأ به في قاعة المحكمة لاسيما وان جلسة محاكمتهم ارجئت 9 مرات وكان ينتظر قدومه لكي تنتهي القضية.
وبالعودة الى كسحة لم ينكر انه حاول الهرب الى تركيا عندئذ قال له العميد من يقصد تركيا تكون وجهته سوريا، وهذا امر ليس غريباً، لا سيما وان اكثر من 1000 شخص حوكموا في هذه القاعة قصد تركيا للقتال في سوريا ومعظمهم اكد ان هدفهم كان العمل وهو كان يصلي في جامع التقوى ومقرب من الشيخ سالم الرافعي، ولكنه رغم تردده الى مسجد التقوى نفى معرفته بالشيخ اسامة عنتر ولكنه كان يراه هناك، ولدى انتهاء استجوابه اكد وكيله المحامي سامر درباس انه لم يحصل على نسخة عن التحقيق الاولي، عندئذ توجه النائب العام المفوض القاضي نصار الى المحامي درباس بالقول كيف وافقت على استجوابه قبل اطلاعك على التحقيق، وانتهى الامر الى تراجع المحامي عن طلبه الاطلاع على الملف.
والده ابلغه بالمذكرة
وقد استجوب وائل عوض قبل سماع افادة الجندي الذي تعرض لاطلاق النار في ساحة النور وقد اكد المتهم انه في شهر تموز كان متواجداً في ادما حيث عمل هناك لمدة شهر في ديكور الجفصين وهو علم من والده ان هناك مذكرة توقيف ضده وخاف من تسليم نفسه ولكنه اوقف فيما بعد في 10-8-2013 وهو تقدم بعدة طلبات للانتساب الى المؤسسة العسكرية لكنه لم يتمكن من ان يكون من عداد عناصر المؤسسة كونه لم تكن هناك دورات.
وقد ادخل الجندي الشاهد د .د الذي تعرض لاصابة في خوذته، والذي اكد انه كان في عداد دورية في فوج التدخل الرابع فحصلت اشتباكات بينهم بعض المسلحين في البحصاص بداية، وهم كانوا على دراجات نارية، ومن ثم انتقل الاشتباك الى ساحة النور، وهو لا يعرف احداً من المتهمين ولم يتعرف الى باحد من المسلحين. واشار الى انه تم توجيه الاوامر لهم القيام بدورية اثر معلومات عن تظاهرة ستقام هي تزامنت مع احداث عبرا وطلب منهم منع المتظاهرين من اكمال تظاهراتهم ان كانوا مسلحين، وقد اكد انه اصيب في خوذته ولكنه لم يعلم من اطلق النار، بيد انه اشارالى وجود قناص على احد الابنية وان معظم المسلحين كانوا يخرجون من الازقة، ورأى احدهم يحاول اطلاق آر.بي جي لكنه فشل، وعندئذ طلب العميد من فيصل وكسحة الخروج من قفص الاتهام، وطلب من الشاهد ان يحدد ما اذا كان احدهما هو من حاول القيام بهذا الامر فلم يتعرف الى احد منهما، رغم انه نظر الى كسحة الذي رمقه بنظرات مريبة، في حين اعاد تركيزه على فيصل الذي قال انه لا يستطيع حمل هكذا سلاح كونه يفوقه طولاً وقد ارجأ العميد الجلسة الى 20 -1-2016 لسماع افادة الشاهد الثاني ولحين ورود افادة كسحة، فاحتج عدد من المحامين على هذا الارجاء الا ان العميد قال «هذا حكم يتعلق بالمادة 549 وعقوبتها تصل الى خمس سنوات، والدني كلها ما بتنزلها عن هذه المدة، وخصوصا ان جرم اطلاق النار حصل ضد الجيش وهذا الامر لا اتهاون به.
ارجاع مجد خنجر
خالد العجمي (وكيلته المحامية منال محمد) متهم جديد القي القبض عليه في القضية التي يحاكم فيها ايهاب الحروك وكيلته المحامية هلا حمزة والقاصر م. حمزة الذي حضرت عنه المحامية جوسلين الراعي بناء على تكليف من المحكمة و(ع العجمي قاصر) وكيله المحامي محمد العجمي وحسين الرزاق وبلال يمين وطارق بيضون وربيع الخطيب وكيله المحامي عارف ضاهر، في حين يحاكم اسامة الشهابي بالصورة الغيابية وذلك بتهمة الانتماء الى تنظيم مسلح ومراقبة مراكز الجيش وتكسير كاميرا مراقبة وسرقة مصارف لتمويل شراء الاسلحة للمجموعات الارهابية.
وقد بدأ العميد استجوابه بتوجيه السؤال اليه عن الارشادات التي اعطاها لايهاب لتضليل التحقيق في حال تم توقيفهم لا سيما انه اوقف في الوزارة لمدة 9 ايام وهو ايضا محكوم بالصورة الغيابية في 25-8-2014 بالاشغال الشاقة المؤبدة فاجاب انه يعرف ما يجري في وزارة الدفاع، اما بالنسبة لمعرفته بايهاب فهي كانت عبر الفايسبوك، لكنه لم ينكر طلبه من ايهاب تأمين عدد كبير من المتظاهرين ليكون لها صدى في الاعلام وهي فقط كانت لاظهار دعمهم للثورة السورية وهي كانت بعلم رئيس البلدية والمشايخ، ولكنه انكر معرفته بما كان يقوم به ربيع الخطيب وطارق بيضون .
وبسؤاله عن سرقة المصارف اذا كانت محرمة كونه ملتزما، أجاب انها «حرام» فقال له العميد انهم «حللوها شرعياً فأجاب «اسأل من شرعها» وهو اكد دعمهم للعمل المسلح في سوريا ولكنه لم يقصد سوريا للقيام بذلك انما عندما وصلته معلومات عن فورة التوقيفات التحق بفصيل «بشائر النصر» في جوسيه عام 2012 حيث عرفه مأمون محمود على شخص سوري يدعى ابو الياس من باب عمر، لكنه عندما علم انها تابعة لكتائب عبد الله عزام غادر بعد 5 ايام، فقال له العميد ان الحكم الغيابي يتعلق بهذه التهمة، ولذلك هربت، اجاب انه قرر ذلك بعد اسر مراد وباقي الشباب، وهذا الامر اثار حفيظة العميد فأجاب خالد «توقيف»، مردفاً انه مجرد ان يتعرف شخص الى آخر على موقع التواصل الاجتماعي يتهم فأجابه العميد لو كانوا يريدون الصاق اي تهمة بك لما اطلق سراحك بعد 9 ايام .
اما القاصر ع. الذي استجوب في حضور مندوبة الاحداث نسرين فرحات فقد اكد ان م. حمزة رفيقه لكنه لا يعرف الحروك ونفى ان يكون قد طلب من الرزاق 150 رمانة يدوية، وفي ختام الاستجواب سأله العميد عن قول الحروك «على الفرد ان يأخذ رزقه بسيفه» وبدأ عندئذ الحروك يتصبب عرقاً فسأله العميد عن السببب فأجاب بسبب الحر، وارجئت الجلسة الى 17-12-2015 لحضور وكيلة حمزة وللمرافعة.
اخترنا لكم



